الإعلام الجهوي ودوره الترافعي في مواجهة الدعاية الانفصالية حول قضية الصحراء المغربية: نحو حوار مجتمعي يعزز الوحدة الوطنية
- بقلم: حسن كرياط//
في ظل التحديات الإقليمية والدولية التي تستهدف تماسك المغرب ووحدته الترابية، تبرز أهمية الإعلام الجهوي كأداة رئيسية في الدفاع عن القضايا الوطنية، وفي مقدمتها قضية الصحراء المغربية. يمثل هذا الإعلام وسيلة فاعلة لتعزيز الهوية الوطنية وترسيخ الانتماء للوطن، خاصة في مواجهة الدعاية الانفصالية التي تسعى إلى بث الشكوك وتفتيت الروابط الوطنية.
يكتسب الإعلام الجهوي دوره المحوري من خلال قدرته على التواصل المباشر مع المواطنين في الأقاليم الجنوبية، وعبر تسليط الضوء على الحقائق والتحديات التي تواجه هذه المناطق. بدلًا من الوقوع في فخ الدعاية المغرضة، يعتمد الإعلام الجهوي على الطرح الواقعي والشفاف، ناقلًا تطلعات سكان الصحراء المغربية وتحدياتهم الحقيقية، مما يجعل منه صوتًا حقيقيًا يعكس آمالهم ويعزز شعورهم بالانتماء للوطن الواحد.
ومن ضمن أدواته الفعالة، يسعى الإعلام الجهوي إلى صياغة “رواية مشتركة” تعزز ارتباط الأقاليم الجنوبية بباقي المناطق، عبر تسليط الضوء على الإنجازات المحلية والمشاريع التنموية الكبرى التي تقوم بها الدولة في الصحراء المغربية. هذا النهج يعزز شعور جميع أفراد المجتمع بأنهم جزء من مشروع وطني مشترك، ويشجعهم على المساهمة في التنمية، والعمل بروح الفريق لمواجهة التحديات.
كما يسهم الإعلام الجهوي في مكافحة الأخبار المضللة والشائعات التي تستغلها الحركات الانفصالية لبث الفرقة وزعزعة الاستقرار. فمن خلال أسلوب يعتمد على التحقق من المعلومات وتمحيصها، يمكن للإعلام الجهوي أن يواجه الدعاية المضللة ويمكّن المواطنين من التمييز بين الحقيقة والزيف. هذا الأسلوب يعزز ثقة المواطنين في إعلامهم المحلي ويقوي مناعتهم أمام محاولات التأثير الخارجي.
لضمان استمرارية هذا الدور الفاعل، ينبغي على الإعلام الجهوي الاستثمار في تكوين الصحفيين وتدريبهم على أساليب التحقق من المعلومات وتفنيد الشائعات. ويجب التركيز على إعداد تقارير موضوعية وموثوقة تقدم رؤية واقعية للواقع المحلي، باستخدام أساليب تواصل تفاعلية تعزز من تأثير الإعلام الجهوي وترسخ الثقة المجتمعية فيه.
وصفوة القول القول، يمثل الإعلام الجهوي في الأقاليم الجنوبية المغربية خط الدفاع الأول في مواجهة الدعاية الانفصالية المتعلقة بالصحراء المغربية. فهو ليس مجرد وسيلة لنقل الأخبار، بل منبر لتعزيز الوحدة الوطنية، وعاكس حقيقي لتطلعات المجتمع المحلي، وداعم قوي في مسيرة المغرب نحو تثبيت سيادته وترسيخ انتماء كل شبر من ترابه للوطن الأم.
تابعوا آخر الأخبار من أكادير اليوم على Google News