المغرب اليوم

الأمازيغية و الديمقراطية.. عودة بالذاكرة لمحطات سابقة

  • بقلم محي الدين حجاج
شكل إعلان صاحب الجلالة الملك محمد حفظه الله رأس السنة الأمازيغية عطلة وطنية و رسمية محطة ضرورية لتعود بنا الذاكرة لسنوات خلت ، حيث كنا نُعاين مواقف من كانوا يطالبون بالديموقراطية في المغرب من القضية الأمازيغية ، و نحن اليوم نقارن مواقفهم ” الديموقراطية ” في هذا الباب ، بمواقف المؤسسة الملكية التي كانوا يحاولون إظهارها بمظاهر ما أنزل الله بها من سلطان، و أمام كثرة المواقف البئيسة التي صدرت من طرفهم بحق الأمازيغية سأحاول التذكير ببعضها فقط دون ذكر لأصحابها، ليس احترامًا ، و لكن حفاظًا على نقاء هذه اللحظة التاريخية من أي تلويث بأسماء لم تسئ إلا لنفسها و هي تُعاكِس المنطق و التاريخ و حقوق الإنسان…و يا لسخرية الموقف، فعلت ذلك كله تحت مسمى ” النضال الديموقراطي ” !!! بل و رمت الملكية باللاديمقراطية وانسلت!!
الموقف الأول : أحدهم سئل عن الإنسان الأمازيغي فقال ( هو الذي لم تطأ قدماه المدرسة!! ) ، بل و إن صاحبنا هذا كان يسعى لإقامة نظام جمهوري بالمغرب ، على الوزن الموسيقي الذي طالما سمعناه في نشرات أخبار قناة ” الجماهيرية الديموقراطية الشعبية الإشتراكية الليبية ” زمن القذافي نبراس ” ديموقراطيي ” المغرب السبعيني…
الموقف الثاني : أحدهم وبدون أسباب نزول، صرخ فينا ( الصلاة أولًا ، ثم نحاوركم يا معشر الأمازيغ!! ) نعم هكذا وبدون مقدمات و بأسلوب – البرهان بالخُلف – أخرجنا من الملة و الدين فقط لأننا قلنا أن الأرض تتكلم أمازيغي، فأجبناه بأن الصلاة لله و الوطن للجميع ، و في ذلك أبدع الأب الروحي للحركة الأمازيغية السيد محمد شفيق أطال الله عمره.
الموقف الثالث : هذا لا زال موثقا بالصوت و الصورة حيث أطلق أحدهم قهقهته الشهيرة طالبًا من المرحوم باها أن يفك له ” طلاسيم الشينوية ” بتعبيره و حوَّل قاعة بأكملها لما يشبه السيرك، ضاحكًا و مُستضحكاً من حوله من الإخوان/ات في مشهد تراجيدي يعكس إلى أي مدى صار بعض المغاربة ” خفاف ” لدرجة جلد الذات و الإستمتاع بذلك!!!
الموقف الرابع : و هذا عشته شخصيًا مع أحد ” الرفاق ” في شارع محمد الخامس ، خلال إحدى المسيرات التي ضمت أطيافًا سياسية و إيديولوجية مختلفة، و كنت حينها في اللجنة التنظيمية للمسيرة، حيث وقع تذمر لدى بعض ” الرفاق الديمقراطيين ” من كثرة الرايات الأمازيغية بالمسيرة ، فطلب مني أن أطلب من ” إمغناسن ” عدم رفع الرايات ،فلما سألته عن السبب ، أجابني ببساطة، أننا اليوم في مسيرة شعبية غايتها الديموقراطية ، و أن المسألة الأمازيغية – بتعبيره – ستعرف الحل حين تحقيق الديموقراطية الشعبية بقيادة البروليتاريا و عموم الكادحين ، فكان جوابي : نفخت دخان (…) قريبًا من وجهه و انسحبت…
الخلاصة : الملكية التي رماها هؤلاء ” الديموقراطيون ” جميعًا باللاديموقراطية هي وحدها من كانت في صف الأمازيغية دون أن تسأل أحدًا هل يصلي، و هل هو بورجوازي أو كادح، متعلم أو أمي… ببساطة الملكية تمارس الديموقراطية و تسعى لها وفق خصوصيات مجتمعنا و بخطوات ثابتة، و ” ديموقراطيوا العرض و الطلب ” ينتجون حولها الخطاب و الشعارات.
لهذا و غيره سنقول دومًا : حفظ الله بلادنا من ديموقراطية بدون ديموقراطيين، فهي و الله كالسلاح الفتاك بيد طفل قد يردي به أهله قتلى و هو من اللاعبين الضاحكين الديمقراطيين…
          

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى