أكادير اليوم

افتتاحية العدد الخاص من “أكادير اليوم” : لا تنمية بدون إعلام؛ ولا إعلام بدون تنمية..

  • بقلم الحسن باكريم //

كثيرا ما نسمع “أن الإعلام يساهم في التنمية”، أغلب المسؤولين يقرون بذلك، والمقصود أن ما تقوم بها وسائل الإعلام ، خاصة الصحافة، هي مساهمة جادة وقوية في التنمية، والتنمية هنا بمفهومها الشامل، أو ما أصطلح عليه اليوم بالتنمية المستدامة.

المهم أن كل من يتحدث عن الموضوع يؤكد أمر هذه المساهمة بل هناك من يضيف لها “الاعلام رافعة أساسية للتنمية”، ورغم أننا لا نتوفر في بلدنا، على حد علمي، على دراسة علمية أكاديمية، أو على الأقل، على تحقيق استقصائي يظهر بالأرقام وبالمعطيات التقنية طبيعة هذه المساهمة وحجمها الحقيقي، فيصعب الجزم والحسم في هذا الأمر.

في هذا الصدد اطلعنا على بعض المصادر العلمية العالمية المتعلقة بالموضوع، مثل كتاب قيم لـ “ويلبر شرام” (Wilbur Schramm) ” دور الإعلام في البلدان النامية” حيث يذهب “شرام” في هذا الكتاب إلى أن هناك ثلاث وظائف أساسية للإعلام ترمي كلها إلى التعجيل بالتنمية وهي كالتالي:

• وظيفة الاكتشاف: بفضل وسائل الإعلام يكتشف السكان أنماطا وسلوكات اقتصادية غير التي ألفوها. ويكتشفون بذلك طرقا تنموية جديدة تدفعهم في غالب الأحيان إلى تغيير سلوكاتهم أو على الأقل الاحتكاك بطرق جديدة تمكن من تحقيق التنمية.
• وظيفة تربوية: هذه الوظيفة مكملة للوظيفة الأولى (وظيفة الاكتشاف)، فالإعلام يعطي للجمهور نماذج من التنمية للاقتداء بها، وبهذا يعد العدة لتقبل التغيير، لأنه يخلق في الجمهور تعطشا لمزيد من المعرفة والتغلب على الجهل.
• وظيفة سياسية: والإعلام هنا يبلغ الناس رغبة السلطة في التغيير وفي التنمية، ويشرح هذه الرغبة حتى يحصل الاقتناع بها. ويجب حينئذ على السلطة أن تبحث عن تحقيق هذا الاقتناع.

يقول شرام مؤكدا خلاصته : “تكتشف الدولة النامية أنه لا بد من أن تنشر على أوسع نطاق تخطيط سياستها الجوهرية، فهي أولا تريد مساهمة المواطنين الإيجابية فضلا عن أنها تطالبهم باتخاذ قرارات فردية على جانب عظيم من المشقة والأهمية.”

عودة لموضوعنا في بلدنا وفي جهتنا سوس ماسة.
هل فعلا يساهم الإعلام في التنمية المستدامة وطنيا وجهويا؟

سؤال مهم جدا، وعلى المشتغلين على التنمية أن يفكروا فيه بجد وينظم له ندوة أو ندوات حتى نلتمس جدية العلاقة بين الإعلام والتنمية، وهل من قناعة فعلية لدى هؤلاء تؤكد مزاعم الكلام والخطاب.

الشق الثاني من الموضوع؛

هل تساهم التنمية (بمفهومها المادي الصرف هذه المرة) في الرفع من دور الإعلام؟

كيف يمكن للإعلام أن يساهم في التنمية حسب الوظائف التي ذكرها “شرام” وهو يعاني من العجز؟

كيف يمكن لإعلام عليل وفقير ومحاصر موضوعيا وذاتيا أن يساهم في التنمية ؟

تلك أسئلة حارقة ومزعجة وموضوع قلق، خارجة من واقع مرير، تعيشها المقاولات الإعلامية، التي أحدثتها مدونة الصحافة والنشر بقوانينها الجديدة.

هذا العدد، الأول من نوعه، من مجلة “أكادير اليوم” الخاص حول موضوع التنمية بأكادير وجهة سوس ماسة، مساهمة منه في الكشف عن قضايا التنمية بهذه الربوع.

اعداد ملف العدد، كشف لنا عن علاقة غير عادلة وغير منصفة بين الإعلام والتنمية، علاقة ينتظرها الكثير وفي حاجة لوقت طويل لتؤكد مزاعمنا جميعا المشار إليه أعلاه، حول الإعلام والتنمية.

بالمناسبة أشكر كل المؤسسات التي استجابت لدعوتنا، وأقول للقائمين عليها واصلوا جهدكم في دعم مؤسساتكم تواصليا وإعلاميا.

واشكر كذلك كل الذين لم يستجيبوا لدعوتنا ولم يردوا على تواصلنا ومكالماتنا، وأقول لهم.. سلوككم له وقع كذلك علينا.

          

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى