اعتقال جثة اللاعب المغربي بالجزائر عنوان لقذارة بلاحدود
“واخوتي الجزائريين المسلمين عطيوني ولدي ندفنوا راني كنتحرق.. وغادي نحماق” .
لم تدمع عينيّ فقط بل تجمّدت مشاعري لثوان لحظة اختراق أنين هذه الأم المكلومة بحرقة على جثة ابنها التي ما زالت معتقلة ومحتجزة عند هذه العصابة التي قدّرها الله بجورانا..
هي صوت والدة لاعب اتحاد طنجة اتحاد طنجة، عبد اللطيف أخريف، الذي وافته المنية إثر غرق قارب بالمضيق وخروج جثته في السواحل الجزائرية، عالقة في إحدى مستودعات الأموات بالجزائر منذ ما يزيد عن أربعة أشهر تقريباً..
هي جثّة فقيدنا الشاهدة على قذارة هذا النظام والدّالة وبكل المقاييس والمعايير الإنسانية ان من يجاورنا خارج التصنيف البشري أو على الأقل تجسيد حقيقيّ للتصنيف الإلهي ( من شرّ ماخلق)..
بأي منطق بشري تعتقل جثّة دخلت سواحل هذا البلد طافحة على الماء…لو لم تكن حيواناً..
بل حتّى الغراب أطهر منك.. وهو الذي أرسله الله سبحانه وتعالى ليعلّم للإنسان كيف يواري سورة اخيه الإنسان..
هي حكمة الله وأوامره في إكرام جثة بني آدم ايّاً كان لونه اوعقيدته.. حتّى قيل ان حديث ( إكرام الميت دفنه) هو مشترك أخلاقي بين عموم البشرية جمعاء..
بل وحتّى في الحروب تعطى الهدنة لجمع جثة الموتى قصد دفنها وفق مراسيم وعقائد الأمم وطقوسها.. وليس من البطولة إطلاق الرصاص على سيارات الإسعاف حتى في قمة الصراع بين الشعوب والأمم..
فكيف لنا أن نتصور حتى في أسوأ تخيلاتنا ان نسمع عن عصابة ترفض تسليم جثة لاعبنا شاءت الاقدار ان تجرف به الرياح إلى مياه دولة العسكر..
كيف أن نتصور ذلك لولم تكن قذارة هذا النظام بلا حدود..
ولنفرض ان صراعنا معكم أبديّ.. ماقيمة احتجاز جثة مغربي مدني في هذا الصراع.. غير إبراز طبيعتكم الحيوانية وقذراتها الهمجية.. لا غير
وذاك تاريخكم الملطخ في الدماء.. واستغلال اية فرصة لتفجير حقدكم – ولعيادوا بالله – على ما هو إنسان مغربي بسيط..
وبالمناسبة ما زلنا نتذكر كيف أطلق “خفر السواحل الجزائري” النار على أربعة مصطافين مغاربة في عرض البحر، كانوا على متن دراجة مائية ضلوا سبيلهم فدخلوا المياه الإقليمية الجزائرية،
وفعلتم ذلك ليس لأنكم لا تملكون وسائل أخرى لاعتقالهم وهم سباحون أشباه عراة، بل لأنكم حيوانات مجرمة لا تأبه بالأصول والقواعد المهنية المتعارف عليها في التعامل مع هكذا حالات كما في كل الحدود المشتركة بين الأمم والشعوب..
ليس بطولة ولاإنسانية ولا شرفاً ان تطلق النار على اعزل طالما امكنك ان تلقى القبض عليه.. فكيف إذا كان عارياً..
لستم بشرا ان تحتجزوا جثة دون إكرامها بالدفن.. وماذا ينتظر من جنيرالات فتكوا بربع مليون من أبناء جلدتهم من الشعب الجزائري خلال ما يسمى بالعشرة السوداء..
بيننا وبينكم هذا الأيادي الملطخة بدماء اهالينا الأبرياء..
وأتذكر هنا كيف أمر شنقريحة رمي عشرات المغاربة على الحدود في عز أزمة كورونا مقابل تدخل قائد مدينة المضيق المغربية لدى أمرأة كانت تكتري منزلا لجزائريين كانت قد طالبتهم بالإفراغ بعد عجزهم عن تسديد سومة الكراء.. فقد تدخل رمز السلطة المغربية من إبقائهم والحفاظ على حياتهم.. ليس لأنهم جزائريين.. بل لأنهم بشر ومسؤولية حياتهم أمانة في عنقنا جميعا..
وقذراة نظام مجرم في حق الإنسان والبشر ما زال ينتشي بجثة لا ذنب لها سوي انها حاملة لجنسية مغربية..
إن استمرارية هذا الحجز التعسفي لجثة لا عبنا هناك.. بمعية استمرار حرقة أنين هذه الام المكلومة يتطلب تعبئة وطنية خاصة الجسم الرياضي الوطني بكل مكوناته من جماهير الأندية إلى الفرق والجامعة قصد فضح هذا النظام العسكري القذر أمام العالم..
وبأعلى صوت مسموع وجريح نقول بأن ما وقع هو أخر الصبر..
بل حتّى الصّبر نفسه قد بكى..
لأن المعايير خرجت عن القيم والأخلاق الإنسانيّة
يوسف غريب كاتب صحفي
تابعوا آخر الأخبار من أكادير اليوم على Google News