اشتوكة (أيت ميمون): مركز تاوسنا للدراسات والأبحاث يحتفي بالظاهرة الغيوانية قولا وفعلا ..
ليلة ثقافية موسيقية في زاوية تاوسنا(مركز تاوسنا للدراسات والأبحاث) على نغمات اللون الغيواني المغربي. في الذكرى العشرين لندوة الغيوان. حرص الدكتور خالد ألعيوض، كعادته، على الجمع بين الثقافة والموسيقى والذكر الصوفي. وحرص أن أشارك معه في الندوة التأطيرية لهذا الحفل الموسيقي الذي أحيته مجموعة (كلام الغيوان) بقيادة عازف البانجو الأستاذ سليمان التونسي، ومشاركة الفنان حسن السيد شقيق رمز مجموعة ناس الغيوان عمر السيد.
قدمت مداخلة بعنوان: مساهمة مجموعة ناس الغيوان في النبوغ المغربي. وذكرت السياق الذي نشأت فيه هذه المجموعة الفنية العريقة واسعة الانتشار في المغرب وفي شمال إفريقيا وفي العالم العربي. وأشرت إلى أن رسالة ناس الغيوان لم تختلف عن رسالة الجيل الفريد الذي نشأ في المغرب بعد الاستقلال وكان مسكونا بسؤال بناء الذات المغربية الجديدة والمستقلة. لذلك ظهر النبوغ المغربي مع عبد الله كنون، والأدب المغربي مع عباس الجراري، والمدرسة الفلسفية المغربية مع الجابري، والفن المغربي مع ناس الغيوان. جسد هذا الرباعي، وغيره، طموح بناء الشخصية المغربية والمجال التداولي المغربي على قواعد مغربية. وظهرت محاولات أخرى في مناطق مختلفة من المغرب متفاعلة مع سياقاتها المحلية، ورافدة لسياقها الوطني، ومنفتحة على سياقاتها الإقليمية والعالمية.
وكانت ناس الغيوان عنوان مرحلة جديدة في المغرب، وفي المحيط الإقليمي. تميزت بتنوع روافد وبروفايلات أعضائها، وبخبرتها في (كلام المغرب)، وبموضوعاتها المحلية والوطنية والعربية والإسلامية والإنسانية؛ من الحب والسلام، إلى الحق والحرية، ومن سبتة و مليلية إلى إفريقيا(أم العالم) إلى فلسطين إلى لبنان(صابرا وشاتيلا)… كما برعت المجموعة في إخراج ألحان الهامش وموسيقى المهمشين إلى السطح. وغنت بلسان المعذبين والمقموعين. وفي كيمياء الأداء الغيواني تتفاعل الإيقاعات الكناوية والحمدوشية والعيساوية والأمازيغية والحسانية والعروبية والعربية… وتخترق صيحاتهم وٱهاتهم الٱفاق مكسرة حواجز الانطلاق، ومفجرة مكبوتات الحرية والانعتاق.
ناس الغيوان جزء أصيل من ذاكرة المغرب وذاته تحتاج إلى تثمين وتكريم وتمتين. نحتاج إلى تحفيظ ألحانها وصيحاتها وايقاعاتها لأطفالنا في المدارس، وفي الملاعب، وفي الجمعيات، وعلى الطرقات.
تخبرنا ناس الغيوان أن المغرب أصيل، وأنه قادم من أعماق التاريخ، وليس مجرد جملة اعتراضية فيه، فهل من معتبر؟
زاوية تاوسنا، الجمعة3يناير2025.
تقرير د.محمد همام
تابعوا آخر الأخبار من أكادير اليوم على Google News