الرأيالمغرب اليوم

استهداف الموانئ المغربية الحقيقة المخفيّة وراء الكوفيّة الفلسطينيّة

” إنّ زيارتي إلى المغرب جاءت برعاية من جلالة الملك محمد السادس، وباحتضان من الشعب المغربي العزيز”
هو تصريح سابق للشهيد إسماعيل هنيّة رئيس المكتب السياسي لحركة حماس ذات زيارة خاصة للمغرب ليضيف في نفس السياق.

(.. فعلاقة المغرب بفلسطين ليست علاقة طارئة، وليست علاقة آنية، وليست علاقة مصلحية؛ بل علاقة المغرب بفلسطين، هي علاقة شرعية دينية وإنسانية وطنية ودينية وأخوية)

تعمّدت استرجاع هذا التصريح باسم أعلى سلطة حمساويّة آنذاك لأذكّر بعض الحمساويين المغاربة ومحترفي التظاهرات التضامنية بهذه الحقيقة الغائبة
من استدراج الشهيد اسماعيل هنية إلى مقصلة الإغتيال ؟!
واين وصل التحقيق في اغتيال؟!
ومن ارسله من دولة قطر إلى إيران؟!
هي بيضات.. لا شك ستملأ يوما ما…

لكنها إشارات قوية على أن الدم الفلسطيني وبمختلف عناوينه وتعببراته ما هو إلا ورقة للمتجارة بين مختلف دول المحيط خدمة لمصالحها الحيوية الاستراتيجية إلا المغرب دولة وشعباً فالعلاقة ليست آنية أو مصلحية كما في شهادة الشهيد المغدور إسماعيل هنية..

وهي شهادة صادقة خاصة إذا عرفنا أنها جاءت بعد الإتفاق الثلاثي الموقع بين المغرب أمريكا إسرائيل.. ولم يطالب بإسقاط التطبيع لمعرفته الدقيقة وضعية بلدنا في البحث عن التوازن بين الالتزام المبدئي بدعم الحقوق الفلسطينية، ومصالحه المترتبة عن الإعلان الثلاثي، والتعاطف الشعبي الواسع مع القضية الفلسطينية عبر المسيرات التضامنية السلمية وديمومتها منذ العدوان الإسرائيلي على قطاع غزّة ..
وإذا كانت بلدنا دأبت على اعتماد مقاربة واقعية وبراغماتية في مثل هذه المواقف المعقدة، فإن الجوانب الأخلاقية لهذه الحرب تشكل ضغطا كبيرا على صناع السياسة الخارجية المغربية، نظرا لأن التداخل بين الموقف الأخلاقي اتجاه ما يقع في للشعب الفلسطيني بغزة والحفاظ على مصالحنا الوطنية جدّ معقّدة في مثل هذه الحالة.

هي حالة البعض من يتستر وراء الكوفية الفلسطينية اليوم لتصفية حساباته القديمة مع الدولة المغربية ومؤسساته الشرعية والدستورية محاولاً استغلال هذاالتعاطف العفوي والتلقائي للشعب المغربي مع القضية الفلسطينية لخدمة أجندات ومصالحها على حساب بلدنا..

هي أجندة كل من يطالب اليوم بنقل الإحتحاج والتظاهر نحو الموانئ المغربية خاصة مينائي طنجة والبيضاء بحجة مرور سفن تحمل حاويات ذخائر وأسلحة نحو إسرائيل
والغريب في هذه الدعوة انها لم ت فع إلا بعد تقرير بثته قناة الجزيرة القطرية بالكثير من الخبث والتضليل.. متسائلا في نفس الوقت هل إرسال الأموال القطرية إلى نتانياهو قبل أشهر جزء من دعم المقاومة بغزة..

اللعبة مكشوفة هنا وهناك.. فلن تمرّ المهزلة على حساب مصالحنا الوطنية.. ولن نترك للبعض الفرصة لاستغلال طيبوبتنا ومواقفنا المبدئية اتجاه الشعب الفلسطيني..
قد نتصارع سياسيا لكن تحت سقف الوطن ومصالحه..
والقيم الجامعة بيننا ومن له ثأر شخصي مع أفرادٍ وجماعاتٍ، ومؤسساتٍ ومع “المخزن” ومع الدولة، ومع “النظام” فليخلع الكوفية الفلسطينية وليخرج بوجهه المكشوف إلى الساحة..

وليبتعد عن الموانئ المغربية فلا علاقة لها بما يقع بغزة بل بخدمة مصالح دول ترى في بلدنا عبر سياسته المينائية تهديدا لمصالحها الإقتصادية واعتبارها الدولي وتقرير قناة الجزيزة بصيغته التحريضية مقدمة في خلق هذه الفوضى بقبعة الكوفية الفلسطينية حيث تشير بعض التقارير إلى التنافس الشرس بين شركة ميرسك العالمية المستثمرة بالمغرب وبين شركة QTerminals القطرية

هذا التنافس المصلحي بامتياز يتم تغليفه بشعارات مشحونة العواطف من قبيل أن سفن هذه الشركة تحمل أسلحة إلى إسرائيل.

هي الحقيقة المخفية وراء استهداف الموانئ المغربية فخر وطننا ورمز نهضتتها التنموية

وهي أمور ينبغي أخذها بعين الاعتبار لفهم ما يحدث وما يجري، وما يقبع خلف أذرع هذه الدول داخل بلدنا والتي يتم التلاعب بها، وتحويلها إلى أسلحة لربح هذه الحروب ضمن معترك عالمي يعج بالخبث والتضليل والذي لا يمكن مواجهته إلا بالحزم الصارم ضد كل من سوّلت له نفسه المساس بمصالح الوطن ولو باسم القضية الفلسطينية التي تحتاج أكثر إلى مغرب قوي موحد ووازن..

فالذي لا يستطيع أن يدافع عن حق بلده لن يستطيع الدفاع عن حق غيره..

يوسف غريب كاتب صحفي.

          

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى