الثقافةالرأي

إيض يناير: احتفالية تجسد الهوية الأمازيغية وجمال التنوع المغربي

  • بقلم: حسن كرياط//

بين ثنايا الثقافة المغربية الغنية، تتألق الأمازيغية كجزء لا يتجزأ من هوية هذا الوطن العريق. ومع كل عام جديد، يطل علينا احتفال “إيض يناير” ليحمل عبق التاريخ وروح التنوع، فهو ليس مجرد مناسبة عادية، بل نافذة تُفتح على إرث أصيل وطقوس تروي قصص الأجداد بحب وفخر.

موعد مع الطبيعة والجذور

في الثالث عشر من يناير من كل عام، تتزين البيوت الأمازيغية بعبارات الامتنان للطبيعة التي لطالما كانت شريكًا وملهمًا في حياة الأمازيغ. وبينما تختلف الطقوس من منطقة إلى أخرى، تبقى الرسالة واحدة: تعزيز قيم الوحدة والتضامن، وجعل هذه المناسبة رابطًا حيًا يجمع الأجيال حول مائدة الذاكرة.

مائدة تحكي حكايات الأرض

لا يمكن الحديث عن “إيض يناير” دون التوقف عند المائدة الأمازيغية، حيث يجتمع أفراد العائلة حول أطباق تُعبر عن عشق الأرض وكرمها. يتربع الكسكس على العرش، مزينًا بمكونات محلية تحمل في طياتها حب الأمازيغ لأرضهم. أما “تاقلا” و”التازيرت”، فهما أكثر من مجرد أطباق، بل قصص من تراثٍ يذوب في كل لقمة، ويروي عشقًا يتجدد في كل عام.

أزياء وحلي: لغة الثقافة والجمال

في هذه المناسبة، تصبح الأزياء التقليدية وحليّها أكثر من مجرد زينة؛ فهي رموز ثقافية تحمل في طياتها معاني الانتماء والاعتزاز. النقوش التي تزين الأثواب، والحلي الفريدة كـ”تزرزيت”، هي رسائل صامتة تخبر عن مهارة الأجداد واحتفائهم بالحياة. إنها لغة بصرية تعكس الخصوبة، الاستمرارية، وجمال الجذور.

احتفال بالفخر والتراث

“إيض يناير” ليس مجرد مناسبة تقويمية، بل شهادة حية على قدرة الثقافة الأمازيغية على مقاومة النسيان والحفاظ على بريقها ضمن فسيفساء الهوية المغربية. إنه يوم يعيد رسم ملامح الفخر بالتراث، ويدعو الجميع لتقدير هذا التنوع الذي يجعل المغرب وطنًا فريدًا يحتفي بجميع ألوانه.

بهذا الاحتفال، يؤكد الأمازيغ أن إرثهم ليس فقط ماضٍ يُروى، بل هو حاضر ينبض بالحياة ومستقبل يفتح أبوابه للتجدد والاستمرار.

          

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى