العالم اليوم

 إيران تموّل البوليساريو وتحوّل تندوف إلى قاعدة للإرهاب في شمال إفريقيا حسب تقرير أمريكي

  • بقلم: حسن كرياط//

في تطور خطير يعيد رسم خريطة التهديدات الأمنية في شمال إفريقيا، كشف تقرير استخباراتي أمريكي حديث، صادر عن مركز The National Interest بتاريخ 9 يونيو 2025، عن تورط إيران في دعم جبهة البوليساريو الانفصالية عبر شبكاتها الإقليمية، وعلى رأسها حزب الله اللبناني. ووفقاً لما أورده التقرير، فإن هذا الدعم لم يعد محصوراً في الجوانب الأيديولوجية أو السياسية، بل توسع ليشمل الإمداد بالأسلحة وتقديم خدمات لوجستية مباشرة، في إطار تحالف خفي يربط البوليساريو بأخطر التنظيمات الإرهابية النشطة في المنطقة، مثل داعش والقاعدة.

التقرير تطرق إلى معطيات حساسة مستندة إلى مكالمات هاتفية مسرّبة، كشفت عن وجود تنسيق بين ممثل جبهة البوليساريو في سوريا وأحد مسؤولي حزب الله، اتفقا خلالها على تشكيل ما وصف بـ”جبهة موحدة” تضم حزب الله وحماس والبوليساريو، بهدف تنفيذ هجمات منسقة ضد أهداف إسرائيلية. هذه التفاصيل تؤشر على تحول الجبهة من تنظيم ذي مرجعية قومية علمانية إلى أداة في مشروع توسعي تقوده إيران، تحت يافطة ما يسمى “محور المقاومة”.

وقد استعرض التقرير هذا التحول الذي طرأ على هوية البوليساريو، التي نشأت في السبعينات بدعم من كوبا والقذافي كحركة تحرر قومية، لتصبح اليوم مركزاً لتفريخ الجماعات الجهادية. وأوضح أن مخيمات تندوف، التي تأوي ما يربو على 170 ألف شخص، أصبحت أرضاً خصبة لتجنيد المتطرفين وتكوين الخلايا الإرهابية العابرة للحدود. كما أورد التقرير أسماء تنظيمات متطرفة تنشط في هذه المخيمات، مثل “فتح الأندلس” و”الخلافة”، محذراً من أنها تشكل تهديداً مباشراً للسلم الإقليمي والدولي.

ومن بين الأدلة الدامغة التي أوردها التقرير، الإشارة إلى أن الإرهابي عدنان أبو الوليد الصحراوي، القائد السابق لتنظيم داعش في الصحراء الكبرى، سبق أن كان عضواً في صفوف البوليساريو، مما يعكس العلاقة العضوية بين الجبهة والتنظيمات الإرهابية في الساحل والصحراء. كما أشار التقرير إلى أن إيران زودت الجبهة بطائرات مسيّرة هجومية، وهو ما كانت الرباط قد نبهت إليه منذ سنوات، حين كشف وزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة عن تلقي البوليساريو دعماً عسكرياً مباشراً من طهران يشمل طائرات انتحارية مسيّرة.

وخلص التقرير إلى أن البوليساريو لم تعد مجرد حركة انفصالية، بل أضحت أداة بيد محور إقليمي معادٍ للغرب، بقيادة إيران، يهدد المصالح الأمريكية ويزعزع استقرار شمال إفريقيا. وأكد أن أي تخفيف للدعم الأمريكي لمغربية الصحراء سيُعد “هدية مجانية للإرهاب”، داعياً إلى وقف سياسة الإفلات من العقاب التي استفادت منها الجبهة طيلة عقود. وفي توصياته، شدد التقرير على ضرورة دعم مبادرة الحكم الذاتي التي تقدم بها المغرب كحل وحيد وواقعي لإنهاء النزاع، وضمان أمن المنطقة، ومواجهة التمدد الإرهابي المدعوم من طهران.

بهذا، تكشف الوثيقة الأمريكية أن البوليساريو لم تعد مجرد حركة انفصالية، بل تحولت إلى ذراع إرهابية ضمن مشروع توسعي إيراني، ما يجعل من دعم السيادة المغربية على صحرائها ضرورة استراتيجية لا تقبل التأجيل.

          

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى