إنزكان: تكريم مستحق د.خالد ألعيوض من طرف جمعية المتقاعدين لنساء ورجال التعليم
- حسن السحاقي//
عرفانا بفضائله الجمة، وامتنانا لخدماته الإنسانية النبيلة جمعويا وتربويا وأكاديميا، نظمت جمعية المتقاعدين لنساء ورجال التعليم لإنزكان أيت ملول يوم السبت 21 دجنبر، حفلا تكريميا، قدم خلاله باسم الجمعية الأستاذ حسن السحاقي شهادةً في حق الدكتور خالد ألعيوض، والتي جاء فيها:
الأستاذ الدكتور خالد ألعيوض كائن يعتمر قبعات متعددة: قبعة الفاعل الجمعوي، وقبعة المساهم التنموي، وقبعة المهتجس التربوي، وقبعة الباحث الأكاديمي.
يعتبر الأستاذ خالد ألعيوض بحق مناضلا ومكافحا، ترجم قناعاتِه وأهدافَه إلى أعمال ملموسة تجسدت على أرض الواقع، تشهد على التضحية والعطاء لخدمة المصلحة العامة، حيث شارك ومازال الناسَ همومَهم ومعاناتِهم.
كانت المبادرةُ والفعلُ وتحدي الصعاب – وبالتعاون مع المهتمين بالشأن التنموي والفاعلين الجمعويين والباحثين في المجال البيئي – أسلوبَه في ابتكار الحلول لمشاكل السكان. عندما كانت أزمة الماء بجماعة تدّارت بسيدي بيبي، اهتدى والشركاءَ وأبناءَ القرية والمهاجرين إلى الخارج من أبناء المنطقة إلى إنشاء البئر الجماعي والصهريج المشترك بدلا عن الصهريج الفردي.
هذا الابتكار انتقل إلى قرى أخرى في سوس ماسة، حيث تحققت مشاريع الماء الشروب، وانتقلت أيضا مع الفكرة قيم التضامن والتآزر والمشاركة. وتواصلت المشاريع بمشروع كهربة العالم القروي، وإنشاء الطرق، طريق “تاعلاط” وطريق “تاركا نتوشكا”، وانتشرت مثيلاتُها في أنحاء سوس ماسة.
واقتناعا بمركزية تنمية الرأسمال البشري تم تأسيس رياض الأطفال ومدارس التعليم الأولي بشراكة مع جمعيات القرب في الدواوير وبشراكات مع منظمات دولية.
ومع تراكم الخبرات وتوسع المشاريع وارتفاع وتيرة تأسيس الجمعيات، كان من اللزوم بمكان اللجوء إلى التكوين للاستفادة من الخبرات السابقة وعقلنة المشاريع بناء على دراسات وأبحاث، تكوين أطر الجمعيات في مجال إعداد وبلورة المشاريع، والمقاربة التشاركية ومقاربة النوع والمقاربة الحقوقية، والشراكات… فكان للمنظمات الدولية الدور الكبير في هذا الجانب التكويني.
لا يسعنا المجال لاستعراض كل المشاريع والمكتسبات، ولكن لا بد أن نختم الحديث بإيجاز عن مشروع، أعتبره شخصيا عمدة كل المشاريع السابقة، والذي فتح آفاق العلم والمعرفة لأبناء وبنات المنطقة.
فبناءً على دراسة للأستاذ خالد بيّنت وجود إكراهات من بينها معضلة “الهدر المدرسي” خاصة في أوساط الفتيات، تمّ إنشاءُ أول خط للنقل المدرسي بسيدي بيبي لتنتقل التجربة وتشمل مجموع الإقليم، التي استهدفت جميع الأسر، وخاصة الأسر المعوزة وذات الإمكانيات المحدودة.
وهكذا تمكن الفِتيان والفتيات من التدرّج في تعليمهم، ليحصل أكثرهم على شهادات عليا وعادوا إلى قراهم لمواصلة التنمية والفعل الجمعوي والبحث في المجال البيئي بالتأطير والتوجيه استمرارا في تشكيل مستقبل زاهر.
في كل هذا القليل الذي استعرضناه كان الأستاذ خالدُ حاضرا بقوة في العمل والفعل، والتوجيه والتكوين، مساهما بوقته وأفكاره. وباعتباره كاتبا وباحثا وبحكم تكوينه في مجال “إعداد التراب، المجتمعات، الهجرات والتنمية المستدامة”، فقد توج مساره بتأسيس “مركز الأبحاث والدراسات تاوسنا” الذي اتخذ له مقرا بيتَ سي خالد بقرية أيت ميمون، حيث تعقد الندوات الفكرية والعلمية والثقافية. كما يحتوي المركز على خزانة تضم المئات من الكتب والمجلات والمجلدات والبحوث والأطاريح الجامعية.
هذه حصيلةُ مسار أستاذنا خالد؛ حصادُ عمر امتد زمنيا إلى أكثر من ثلاثين سنة، انتقل خلاله على طريقة سندباد، تنقله نهاية كل مغامرة إلى بداية أخرى، يحكمها الإصرار والتحدي والتفاؤل.
تابعوا آخر الأخبار من أكادير اليوم على Google News