المجتمع

إعتقال عامل بناء بتهمة هتك عرض قاصرين بزايو

الناظور : هشام قدوري//

عادت قضية الإعتداءات الجنسية على ألاطفال إلى واجهة الجدل، في واقعة هزت الرأي العام المحلي بمدينة زايو والمناطق المجاورة، أقدمت عناصر المكز الترابي للدرك الملكي التابعة لسرية زايو على توقيف عامل بناء متزوج يبلغ من العمر 56 عامًا، بعد اتهامه بارتكاب جريمة هتك عرض قاصرين يبلغان من العمر 4 و5 سنوات. الواقعة، التي حدثت في دوار “الحرشة” بجماعة أولاد استوت، أثارت غضباً واستنكاراً واسعاً، نظرًا لبشاعة الجريمة التي طالت طفلين في سن البراءة.

وذكرت مصادر “الجريدة “، أن المتهم جرى إيقافه عندما تقدمت أسرتا الطفلين بشكايتين مباشرتين إلى الضابطة القضائية بزايو، معززين بشواهد طبية تثبت تعرضهما لممارسة الجنس عليهما بطريقة سطحية ووجود آثار جرح بدبرهم .وتتهمان من خلالهما عامل البناء باستدراج طفليهما إلى منزله، حيث قام بالاعتداء عليهما جنسيًا داخل مرحاض المنزل. وفقًا لمصدر مطلع، فإن الطفلين أكدا في شهادتيهما، التي تم توثيقها في محضر قانوني بحضور أولياء أمورهما، أن المتهم قام بالتغرير بهما وإرغامهما على تلبية نزواته الشاذة، قبل أن يخلي سبيلهم. ومنحهما درهمًا لكل منهما بعد الجريمة، محاولًا بذلك التغطية على فعلته الشنيعة.

على ضوء هذه الشكايات الخطيرة، تحركت عناصر الدرك الملكي فورًا إلى منزل المشتبه فيه، حيث تم إيقافه ونقله إلى مقر الدرك للتحقيق. وأثناء استجوابه، أنكر المتهم في البداية التهم الموجهة إليه، رغم مواجهته بأدلة تشير إلى تورطه، منها شهادات الضحايا وبعض التفاصيل التي أدلى بها الأطفال.

التحقيقات القضائية مستمرة

بالرغم من أن المتهم أنكر التهم في البداية، إلا أن الضابطة القضائية، تحت إشراف النيابة العامة، باشرت تحقيقًا قضائيا معمقًا مع المشتبه فيه، لتفكيك خيوط القضية، والكشف عن كل تفاصيل الحادثة، والتأكد مما إذا كانت هناك ضحايا آخرين تعرضوا للاعتداء من قبل نفس الشخص. وتقرر الاحتفاظ بالموقوف تحت تدابير الحراسة النظرية، رهن إشارة البحث الذي تشرف عليه النيابة العامة، لتعميق البحث معه، إلى حين إحالته على الوكيل العام للملك لدى محكمة الاستئناف بالناظور، لفائدة البحث والتقديم.
وقرر قاضي التحقيق، بناءً على المعطيات الأولية وخطورة الجريمة، إيداع المتهم بالسجن الاحتياطي في السجن المحلي بسلوان إقليم الناظور إلى حين استكمال التحقيقات. ومن المتوقع أن تتخذ المحكمة إجراء ات صارمة نظرًا لحساسية الجريمة التي تتعلق بهتك عرض قاصرين.

حجم الجريمة وتأثيرها على المجتمع

الجريمة ليست مجرد اعتداء جسدي على الطفلين، بل هي ضربة قاسية للبراءة، وقد تركت آثارًا نفسية واجتماعية عميقة على أسر الضحايا والمجتمع المحيط. أضف إلى ذلك أن الواقعة أثارت حالة من الخوف والقلق بين الأسر في المنطقة، نظرًا لخوفهم على سلامة أطفالهم، ما جعلهم يطالبون بضرورة تقديم أقصى العقوبات على المتهم في حال ثبتت إدانته.
إن ما يزيد من فظاعة هذه الجريمة هو طبيعة المعتدي، الذي كان يجب أن يكون قدوة في سلوكياته باعتباره شخصاً ناضجًا ومتقدمًا في العمر. كما أن المجتمع في هذه المناطق الريفية غالبًا ما يكون مترابطًا، مما يجعل مثل هذه الجرائم تنتشر صداها بسرعة وتثير مشاعر الصدمة والغضب.

ردود فعل المجتمع المحلي

هذه الحادثة أثارت موجة غضب عارمة في مدينة زايو وضواحيها، وقد وصرح نشطاء في حقوق الطفل أن مثل هذه الجرائم تتطلب مواجهة صارمة من الجهات المعنية، لضمان عدم تكرارها وتوفير بيئة آمنة للأطفال في كل المناطق، سواء الحضرية أو القروية.

وفي سياق آخر، دعا العديد من المواطنين إلى ضرورة تعزيز التوعية الأسرية والمجتمعية حول مخاطر الاعتداأت الجنسية على الأطفال، وضرورة تشجيع الأطفال على الحديث عن أي مواقف غير مريحة يمرون بها. كما طالبوا بتوفير خدمات دعم نفسي للأطفال المتضررين، حتى يتمكنوا من تجاوز هذه التجارب الصادمة.

الجريمة التي ارتكبها عامل البناء في زايو ليست فقط انتهاكًا لحقوق الطفل، بل هي اعتداء على القيم الإنسانية والمجتمعية، وتكشف الحاجة الملحة لتضافر الجهود لحماية الأطفال من مثل هذه الجرائم. ومع استمرار التحقيقات، ينتظر الجميع محاسبة الجاني وضمان عدم إفلاته من العقاب، فيما يبقى الأطفال الضحايا بحاجة إلى دعم مستمر لإعادة بناء حياتهم النفسية بعد هذه التجربة الأليمة.

          

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى