“إصوابن”: عرض مسرحي من “الفرجة العريقة في القدم بسوس”..
ستعرض مسرحية “إصوابن” بمهرجان الخميسات يوم الجمعة 6 شتنبر 2024 في الساعة الخامسة بقاعة دار الشباب.وهنا نقدم خاصا عن المسرحية :
*أعضاء الطاقم الفني والتقني المشارك في العرض*:
الممثلون:
السعدية أباعقيل (تودايت).
زينة السايح ( تاوايا).
عبد الوافي الوافي (الحزان).
سعيد وارداس. (الحاج).
هشام إحيا (حماد اكتوبر).
الفنان عبد العزيز بوجعادة (أسكلو).
دراماتورجيا وإخراج: الحبيب نونو.
تأليف: محمد موحيب.
الإ ستشارة الفنية: ابراهيم أدادا ومحمد أبوري.
سينوغرافيا: مصطفى البهاوي.
الملابس: العربي أيت واسع.
تنفيذ الخطة التواصلية: رضوان ويشو
التأثيرات الموسيقية: الطاهر أعجلي.
الإضاءة: خالد لكتيف.
مسرحية “إصوابن”:
هي فرجة عريقة في القدم بسوس وتسمى في مناطق منه ب”إمعشار” ، وهي عبارة عن فرجة تعتمد التنكر بالصوت والأقنعة والملابس، تشخص حكايات الحياة اليومية للناس وتعاملاتهم في الزراعة والحصاد والتجارة والتدين …
ويمثلون أحداث تركت صدى لدى الناس وشخصيات أسطورية بصمت تاريخهم. وهي مستوحاة من العرف اليهودي بمدينة تزنيت.
تبدأ الفرجة بتنظيم موكب تترأسه شخصية “ﺍﻟﺤﺎﺝ” وخلفه شخصيات تتكون من الحزان (Hezzan)، توايا (Tawayya)، تودايت (Tudayt)، الحاج (رئيس الموكب)، والباقي عبارة عن جوقة من أشخاص يحملون أعمدة وعصي خشبية غليظة وطويلة يضربون بها الأرض ويوازي الموكب عروض مجسمات بعض الحيوانات الجمل والحمار والبغل والضبع إلخ…
عندما يصلون ﺳﺎﺣﺔ “أسايس” مكان العرض، يشكل ﺣﺎﻣﻠوا ﺍﻟﻌﻜﺎﻛﻴﺰ ﻭﺍﻟﻬﺮﺍﻭﺍﺕ، حلقة ﺩﺍﺋﺮية ﻣﻮﺳﻌﺔ حول نار كبيرة، ويرددون أشعارا أمازيغية مرفقة بإيقاعات منتظمة للبندير ويقدون فرجات مسرحية ارتجالية هزلية وساخرة، تتجاوز الطابوهات (المحرمات) وتستخف بالمعايير الأخلاقية و الاجتماعية والدينية. وتنبني على ثلاثة مبادئ، وهي: التنكر والتقنع، والتشبه باليهود كتمثل للساكنة المحلية عن يهود المنطقة الذين من سماتهم امتهانهم للحرف والتجارة، ومن جانبهم إدراج كل ما يتعلق بالدورة الفلاحية والزراعية في هذا الاحتفال.
الرؤية الإخراجية للعرض:
تنبني الرؤية الإخراجية للعرض على إعادة كتابة قصص “إصوابن” والخوض في تجربة الفن المقارن مع فرجة نقتسم معها الانتماء إلى حوض البحر الأبيض المتوسط وهي *لا كوميديا دي لارت،*
وهذه المقارنة تفتح مجال المقارنة في استعمال عدة أذوات خصوصا نصف القناع، ممتحنين قدراتنا هذه التجربة أمام النقاد والجمهور الواسع بالساحات العمومية للمدن والقرى وعلى خشبات المسرح.
مسرحية * إصوابن* هي مستهل لسلسلة من الحكايات لهذا النمط الفرجوي الذي تسلطت عليه موجات التشويه وأخرجته من سياق الأسايس والحوش، …
جمعنا حكايات تدور ملاحمها وصراعاتها حول جملة من العقد والقضايا ذات مضمون نفسي واجتماعي وروحي. بعيد الدلالة ، وغارقة في الحلمية والخيال البعيد الدلالة.
وخلصنا إلى كتابة درامية ركحية معاصرة مع المؤلف الاصلي محمد موحيب ومع كافة الممثلين، ونسجنا حكاية تدور أحداثها حول جولة فنية لفرقة *إصوابن* بمداشر وقرى .
وعن محطات تأمل ونقد للعنة اجتاحتهم، ورسمت وعي الناس وطموحاتهم، حتى اصبحت سلوكا وقضيتهم الجماعية. واعتبروها تجارة رابحة وأبدعوا لها اغاني ورقصات.
بزغ حلم *إصوابن* من متاحف التحنيط ومن عمق الذاكرة والتراب, ونسج *أسكلو* المقطوع اللسان خيوطه الأولى بما توفر له من أذوات، ولم يلق من الأهالي غير الجحود والصدود.
ابدع *أصوابن* طرقا وحيلا تمثيلية لاستدراج الخصم أكثر للشطط والجشع إلى أن وشحه كفيله *إيفيس* بسخط رفيع ويتكفل شخصيا باستمالة كل من أعارهم *أسكلو* بعضا من معاني كلماته إلى شركه.
ولإيصال هذه الاحتمالات التأويلية للحكاية، اعتمدنا لتنفيذ الرؤية الإخراجية على:
– اللعب بالنصف قناع مع خمسة ممثلين(زينةالسايح وعبد الوافي الوافي وسعيد وارداس وهشام يحيى والفنان المقتدر. السعدية أبعقيل) لإرساء قوالب الباروديا الشعبية الموروثة لذى *إصوابن* اثناء الهزل وفي الكوريغرافيا وحتى في التعامل مع الأذ ان التراثية ( الاكسسوارات).
– اعتمدنا النفس الشاعري مع شخصية * أسكلو* ( الفنان المقتدر عبد العزيز بوجعادة) في تأطير مكونات المشاهد وعلى الانسيابية في الربط فيما بينها.
* اعتمد الطاهر أعجلي على الدقة في الاختيارات الموسيقية، حيث تم تسجيل ولأول مرة موسيقى إمعشار، وتوظيف التراث الموسيقى والموروثات الغنائية القابلة لاحتضان السياقات الفكاهية كآهات الدرس التي جاد بها فنان الحبيب نونو، وأخرى ابداعية جديدة وأخرى يعاد التذكير بها تكريما لأهلها ولروائعهم من صنوف أحواش وتيرويسا مع الفنانة ( السعدية أبعقيل).
* وفي السينوغرافيا جمع مصطفى بهاوي بين عناصر فن المعمار وأقنعة الفرجة الشعبية إمعشار، حيث أدمج أقنعة فرجة إمعشار مع تشكيلات فن المعمار بتيزنيت ليؤتث مشاهد العرض المسرحي مثل القلاع والحصون كجزء من مشهد المسرحية لتوفير أجواء تاريخية وثقافية للعرض. وتكون هذه المسرحية له نقطة تحول لمحو الحدود التعبيرية بين اللوحة التشكيلية والقناع المسرحي، ويقترح للسوق الفنية تجربة اللوحة القناع والقناع اللوحة.
– كما أبدع الفنان خالد لكتيف في إضاءته لكل طقس من الطقوس المشهدية بتصاميم ضوئية هندسية وفنية منسجمة مع العمارة التقليدية بتيزنيت.
– وتوجنا الجسد محور العملية التواصلية للكيمياء المتفاعلة للغات العرض من حركة وصوت ولون وحجم وشكل، مركزين على الإحساس والتعبير الصادق وغير المعقد.
بقلم الحبيب نونو :مخرج المسرحية
تابعوا آخر الأخبار من أكادير اليوم على Google News