أية طقوس للعيد في زمن الزلزال بالأطلس الكبير
- بقلم : محمد بلهي //
على غير عادتها ، بدت البادية المغربية المتضررة والمكتوية بنار الزلزال المدمر الذي ضرب هذه المناطق الجبلية بتاريخ 8 شتتبر 2023 ، كئيبة وحزينة وخالية من غالبية أبنائها بين قتيل ومهاجر .
أغلب أبناء هذه المناطق أحجموا عن القدوم لأسباب منها خراب البيوت التي كانت تأويهم في مثل هذه المناسبات ، بيوت وبيوت كانت زاهية شامخة تعج بالحياة بقيادة الوالدة ، أصبحت بقدرة قادر مجرد أطلالا موحشة يحوم الموت والخوف حولها وجاتمة على بقايا ممتلكات العائلات المكلومة .
خيام وأكواخ وبقايا بيوت متهاوية وكثير من الوحشة والملل ، كبار يسيرون متتاقلي الخطى والصغار يركضون بلا بوصلة وكل رصيدهم مما جادت به الجمعيات والمحسنون من ملابس العيد . زيارات الأهل والأحباب قلت لا للجفاء وقساوة القلوب ولكن لقساوة الظروف ، لقد هدمت غرف وفضاءات الضيوف ( تادواريت ) وكسرت أكواب وفناجين الشاي والقهوة ودفنت الأفرشة دفنا ، الخيام الجلدية والبلاستيكية جافة وضيقة ساخنة وكريهة الرائحة ولا تليق بالضيوف .
ألغيت حفلات أحواش و ” تيويلت ” و ” تاوالا ” وكثيرا من طقوس إحتفالية كانت تقام بهذه المناسبة الدينية الروحية ، يحز في النفس أن نرى الناس قد لبسوا جديدهم مستعرضين كل بهائهم وجمالهم وكبريائهم وهم عن الحياة مقبلون في جلسات الأسر والأحباب يمرحون .
البادية المغربية في مناطقنا الجبلية ، تئن تحت وطأة القصاء والجفاف وويلات الزلزال المدمر ، فمتى تنصف ويعاد إعمارها بشكل يحفظ للناس كرامتهم ويحترم ثقافتهم وعاداتهم ونمط معمارهم المميز ؟
سنصمد وسنتحمل وسننتظر إنتظار من ينتظر الإنصاف وجبر الضرر فهل أنتم منصفون ؟
تابعوا آخر الأخبار من أكادير اليوم على Google News