
أمگالة أو، كابوس شنقريحة الذي لا ينتهي، إنه كطائر الفينيك، كل مرة ينبعث من رماده. معبر أمغالا… كرونيك تاريخي، بعمق جيو-إستراتيجي.
- الحسين بوالزيت//
يقترحه عليكم، الصحافي والباحث في التاريخ الحديث والمعاصر،الحسين بوالزيت هذا السؤال، هل فتح معبر أمگالة/ أمغالة، يشكل خطوة استراتيجية وسيغر وجه المنطقة؟ كيف؟ متى؟ ومع من؟
فتح معبر أمغالا ليس مجرد فكرة عابرة، بل خطوة تحمل في طياتها تحولات كبرى ستنعكس على المنطقة بأسرها. قد لا تكون هناك دراسات ميدانية حاليًا ترصد الجدوى الاقتصادية بدقة، لكن من المؤكد أن فوائد هذا المعبر ستظهر تدريجيًا، لتُحدث نقلة نوعية في المشهدين الاقتصادي والجيوسياسي.
أقل هذه الفوائد هو فك العزلة عن الجانبين المغربي والموريتاني، مما سيعزز التجارة بشكل غير مسبوق، وسيسهم في نمو المدن الحدودية الموريتانية بوتيرة متسارعة. أما الزجّ بالجزائر والبوليساريو في هذا الملف، فهو لا يعدو كونه محاولة لإقحام أطراف خارجية في قضية تخص دولتين ذات سيادة: المغرب وموريتانيا.
هل هناك منطقة عازلة بين المغرب وموريتانيا؟
الإجابة ببساطة: لا. عند التمعن في الخرائط، يتضح أن الحزام الأمني المغربي يمتد لعدة كيلومترات داخل الأراضي الموريتانية، مستفيدًا من التضاريس لتعزيز موقعه الدفاعي. كما أن الطريق الرابط بين السمارة وبير أم كرين مكتمل حتى داخل الأراضي الموريتانية، مما يجعل الحديث عن منطقة عازلة في هذه الجهة أمرًا غير دقيق.
لماذا يعد معبر أمغالا خطوة استراتيجية؟
فتح هذا المعبر يحقق مكاسب جيوسياسية واضحة، إذ يساهم في:
– إلغاء فكرة “المنطقة العازلة” في هذا الجزء من الصحراء، مما يعزز سيادة المغرب على أراضيه.
– ترسيخ مفهوم “المعبر الدولي الذي يربط بين دولتين حقيقيتين، وليس كيانًا وهميًا.
– دعم الاقتصاد الإقليمي عبر تعزيز التجارة بين المغرب ودول الساحل الإفريقي، خاصة مالي والدول الحبيسة، التي ستستفيد من ميناء الداخلة كبوابة تجارية رئيسية.
على الجانب الآخر، سيظل معبر الكركارات مخصصًا لخدمة الاقتصاد الموريتاني الغربي والعاصمة نواكشوط، إلى جانب كونه مسارًا رئيسيًا لنقل السلع نحو السينغال وكوت ديفوار وباقي دول غرب إفريقيا، كما سيحتضن مشاريع كبرى مثل الربط الكهربائي وأنبوب الغاز القاري
لماذا الآن؟ التوقيت ليس مصادفة..
المغرب لطالما أبدى استعداده لفتح هذا المعبر، والآن جاء الدور على موريتانيا للاستجابة رسميًا. التوقيت مثالي لعدة أسباب:
– التحولات في السياسة الدولية: بعد أن حسمت إدارة ترامب موقفها لصالح المغرب في قضية الصحراء، لم يجرؤ بايدن على التراجع عن هذا القرار، والآن يعود ترامب ليعزز هذه الدينامية.
– الاستقرار الإقليمي: أوروبا، التي تضع استقرار جنوب المتوسط ضمن أولوياتها، ترى في فتح المعبر خطوة إيجابية تعزز الأمن والتنمية.
– تزايد العزلة على البوليساريو: لم يعد أمامها سوى التعايش مع الواقع الجديد، حيث تفقد تدريجيًا أي نفوذ في المنطقة.- -انعكاسات المعبر على الخريطة الجيوسياسية.
مجرد الإعلان عن فتح معبر بين السمارة وبير أم كرين يعني، بوضوح، أن الأراضي الممتدة من المعبر الجديد حتى المحيط الأطلسي أصبحت مغربية بالكامل. وهذا يعني أيضًا أن:
- – المنطقة العازلة في هذا الامتداد قد انتهت فعليًا ولم يتبقَ سوى الجزء الشرقي منها، الممتد من تيفاريتي إلى المحبس، والذي لا يزال يحتفظ بأهمية عسكرية للمغرب.
- -المغرب يخطو بثبات نحو المستقبل
فتح هذا المعبر ليس مجرد قرار عابر، بل خطوة تعيد رسم موازين القوى في المنطقة، وتعزز مكانة المغرب كقوة اقتصادية إقليمية. ومع ازدياد الشراكة المغربية-الموريتانية، وتطور المشاريع الاستراتيجية، يبدو أن المستقبل يحمل الكثير من التحولات التي ستعيد تشكيل المشهد الإقليمي بالكامل.
المغرب يفرض رؤيته، ويخطو نحو المستقبل بثقة.. والواقع الجديد يتشكل أمام أعين الجميع!

تابعوا آخر الأخبار من أكادير اليوم على Google News