أكادير اليوم

أمزازي واليا، فأل خير على سوس ماسة..

  •  بقلم: لحسن. أ. //

كان الأستاذ سعيد أمزازي رجلاً أكاديمياً بامتياز، إذ ترأس جامعة محمد الخامس بالرباط وشغل قبل ذلك منصب عميد كلية العلوم بالرباط ونجح، بشهادة البعيد قبل القريب، في تدبير شؤونهما، جعلهما توالياً تتبوئان مكانةً رائدةً على المستوى الوطني وكذلك في محيطها الإقليمي والقاري.

هذا النجاح، الذي فيه نوع من الإجماع في صفوف الجسم الأكاديمي والعلمي، أهله ليحظى بالثقة المولوية السامية بتعيينه وزيراً لإحدى أعتى الوزارات وأصعبها، وزارة التربية الوطنية والتكوين المهني والتعليم العالي والبحث العلمي، إضافةً إلى تكليفه بمهمة الناطق الرسمي باسم الحكومة.

وخلال مهامه الحكومية، استطاع، على الرغم من كل الإكراهات المتشعبة التي يعرفها القطاع وفي ظل ظرفية صحية متأزمة موسومة بتفشي جائحة كوفيد-19، بصم ولايته بعدد من الإنجازات، لعل أبرزها إقرار القانون-الإطار 51.17 المتعلق بمنظومة التربية والتكوين والبحث العلمي والذي سيظل لا محالة لبنة أساسية في أجرأة مسلسل الإصلاح التربوي، حيث سهر على تصميمه وتفعيله، مع كل ما يتطلبه ذلك من كفاءة تواصلية وترافعية عالية، ناهيك عن الجولات المكوكية التي قادها عبر كل ربوع التراب الوطني.

الأستاذ سعيد أمزازي اسم سيظل يتردد في تاريخ منظومة التربية والتكوين والبحث العلمي حيث أن ما تحقق في عهده من إصلاحات وما فتح من أوراش سيكون لها ما بعدها، وهنا نستحضر فتح أبواب مؤسسات تعليمية ومهنية وجامعية أمام بنات وأبناء المغاربة، في حواضر وبوادي المملكة. كما نستحضر أيضاً وقف ريع المراقبة المستمرة وتوسيع العرض الجامعي وبرمجة أنوية جامعية في عدد من المدن الصغرى والمتوسطة وغيرها كثير.

سعيد أمزازي رجل تغيرت بفضله نظرة المغاربة إلى قطاع التكوين المهني بإسهامه في تنزيل خارطة الطريق لتطوير قطاع التكوين المهني التي تحضى برعاية ملكية سامية، حيث استطاع، ومن خلال إجراءات التحديث والتجويد التي أقدم عليها، فتح آفاق جديدة أمام المتدربين الذين كان الهدر الدراسي والفشل الاجتماعي يهددانهم، وذلك سيل من فيض من منجزات رجل وطني مشهود له بخدمة الوطن والمواطن بكل صدق وتفان.

لقد كانت حصيلة الدكتور سعيد أمزازي ومساره العلمي والمهني مؤشراً على أنه رجل دولة حقيقي يفترض أن تستفيد الدولة من كفاءته، وها هي التعيينات الملكية للولاة والعمال تبرهن على صدق ما زعمناه أعلاه، حيث تجددت وتأكدت الثقة المولوية فيه إذ أبان عن علو كعبه في تدبير القطاعات التي أسندت إليه، على جسامتها، وصدق وطنيته التي لا تقبل المساومة.

هكذا إذن زف السيد سعيد أمزازي والياً على جهة سوس ماسة وعاملاً لجلالته على عمالك أكادير إداوتنان.

جهة سوس ماسة، وما تشهده مؤخراً من إقلاع تنموي وحرص ملكي سامي على تبويئها مكانة خاصة، تستحق بل ويلزمها رجل المرحلة، وهو ما ينطبق فعلاً على شخص مثل سعيد أمزازي الذي يعول عليه كثيراً في جعل جهة سوس ماسة لؤلؤة المغرب وفي إعادة بريقها الذي شاءت الأقدار أن يخفت لأسباب عدة.

لا يسعنا إلا أن نقول لأهل سوس ماسة هنيئاً لكم برجل وطني ومسؤول مقتدر، حق لكم أن تفتخروا بهذا التعيين المولوي السامي وحق لكم أن تحلموا بجهة في مستوى آمالكم، يكفي أن تنسق الجهود وتصدق النوايا وسيقول المستقبل كلمته.

          

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى