الرأيالعالم اليوم

أكبر صورة تشويه للجزائر.. هو الرئيس تبّون نفسه..!

“أكثر من 9000 صحفيّ في العالم يشوّهون صورة الجزائر.. كلام أكبر من أن يصدّقه العقل؛ وخطّة مواجهته أتعس مما يتصوّره أيّ إنسان..” ينسب هذا الإكتشاف العظيم إلى وزير الإتصال الجزائري مخاطبا طلبة معهد الإعلام والصحافة امس الأربعاء ومطالباً مختلف منابر الصحافة والقنوات بنشر هذا الرقم الفلكي وتقاسمه على نطاق واسع حتّى يقف الجزائريون عند حجم وخطورة المؤامرة التي تتعرض لها مكة الثوّار وأرض الاحرار كما جاء على لسانه.. مؤكداً وبنرفزة زائدة بأن الأمر خطير وخطير جدّاً
نعم أيها الوزير الأمر خطير للغاية.. لكن من زاوية مرض الوهم الذي استبدّ بمفاصل هذه الجزائر الجديدة المنتصرة درجة أنّها تنظر إلى نفسها كحبّة قمح مستهدفة من كلّ دجاج العالم..
والحقيقة أن أقوال ومواقف وتصريحات الرئيس ومن معه كهذا الوزير نفسه يعدّون أكبر صورة تشويه لسمعة الجزائر وبشكل كاريكاتوري مضحك حتّى النخاع..
هي المادة الإعلامية التي جعلت الصحافة العالمية تلطّف بها منابرها الإعلامية وتضحك بها قرّاءها بمختلف قارات العالم… وبهذا المعنى قد يكون عدد الصحفيين عبر العالم أكثر بكثير مما صرح به الإعلام الجزائري..
اليس خبر تجفيف مياه البحر الأبيض المتوسط فرصة ترويح واسترخاء وفهككة مجانية للقراء في العالم..
وأن الجزائر مهد كل ديمقراطيات أوروبا ومنها انطلقت شرارتها.. وثالث اقتصاد في العالم.. ومسدّس الأمير عبد القادر وغيرها من الطرائف التي تجعل صحفيي العالم يتسابقون في تمتيع قرائهم بهكذا مستملحات ضمن خانة طرائف من العالم الآخر..
فمادة السخرية والتشويه علامة جزائرية بامتياز ولا دور لصحفيي العالم إلا توزيعها دون زيادة اونقصان أو طمس وتحريف للحقيقة كما هو حالة الصحافة والقنوات العمومية هناك بجزائر الثنائي تبّون-شنقريحة وعلى رأسها وكالة الأنباء الجزائرية
المؤسسة الرّسمية للدولة ووجهها الإخباري قبالة صحفي العالم وهي تتابع وتقرأ الرّد على ما جاء في إذاعة مونتي كارلو الدولية حول رفض سوريا الجديدة تسليم كتيبة جزائرية باسم الصاعقة مع عناصر من البوليزاريو كانت تقاتل إلى جانب نظام بشار الأسد..
أليس هذا الردّ الذي سأستعرض بعض من فقراته تشويها لسمعة حقيقيّا للجزائر ايها الوزير :

( على قدر الصراخ يكون الألم”..
هكذا ردت وكالة الأنباء الجزائرية يومه الأربعاء على أكاذيب المخزن وهولساته بوجود جنود من الجيش الجزائري ومن جبهة البوليساريو كانوا يقاتلون إلى جانب نظام بشار الأسد.
ويبدو أن المملكة الجارة قد تألمت كثيرا من الزيارة التي أداها وزير الدولة، وزير الشؤون الخارجية والجالية الوطنية بالخارج، السيد أحمد عطاف، مؤخرا إلى سوريا متوجّسين خيفة من أي تحرك دبلوماسي جزائري، متوهمين أنهم أكبر همنا ومبلغ مقاصدنا. لهؤلاء نقول: الكلاب تنبح والقافلة تسير!)

السيد الوزير العصبيّ انا واحد من رقم 9000 صحفي ومن إحدى الجزر الصغيرة بالمحيط الهادي قد إطلعت على ماجاء بوكالة أنبائكم حول خبر تورط جيشكم في قتل وتشريد الشعب السوري وبحثت عن علاقة ذلك بالمخزن المغربي دون أن أجد ما يبرر هذا الهجوم اللأخلاقي وبلغة منحطّة وبئيسة لا تجيب بالمرة وبشكل مباشر ولغة واضحة حول الفضيحة التي حوّلت الجيش الجزائري سليل جيش التحرير وقافلة الشهداء إلى عصابة مرتزقة تقاتل بجانب شبيحة بشار الأسد المخلوع..
وكالة أنبائكم لم تجب عن هذا السؤال.. ولم تشر حتى إلى مصدره كقناة مملوكة للدولة الفرنسية بل واعيد نشره بقناة سوريا الجديدة الناطقة الرسمية للحكومة الإنتقالية هناك..
هذا هو المهم لصحفيي العالم.. ولكون الأمر مسكوت عنه فهو حقيقة دامغة لا تستطيع هذه الإنشائية إخفاء حجم فضيحتها..فضيحة تلطخ أيادي جنيرالات الجزائر بدماء الأبرياء بسوريا بعد تجربتهم الخبيثة خلال العشرية السوداء
وكوني صحفي مغربي لم يفاجئنا هذا السب والشتم فقد تعوّدنا مع مرور السنوات اكتساب حصانة ضد هذه الممارسات.. وبات هذا الصراخ مألوفا بل منتظراً عند كل هزيمة اوفشل لدى العصابة وازلامها الإعلامية.. وصار الصراخ والعويل في القنوات كما في البيانات نوعاً من الهروب من الحقيقة وآلامها.. تماما كما هي حالة النعامة الدافنة رأسها في الرمل كي تخفي عورتها..
انتم عراة ومكشوفين أيها القتلة ومجرمي حرب ياجنيرالات الدم كما في المشهد السوري ومالي وموريتانيا وتونس الذي لا يختلف عن المشهد الجزائري..
أمّا المغرب فقافلته تسير وعينه على الزناد لقتل الكلاب إذا تجاوزت حدودها.. وهو نفس موقف دول أفريقيا التي طردت النباح من أديس أبابا اول امس جعلت وزير الإستعطاف الجزائري يغادر إثيوبيا ليلا بعد الصفعة القارية..
هي حقائق.. وليست اكاذيب
كحقيقة موقف احمد الشرع السوري الذي أعاد على مسامع الوزير عطاف جملته المشهورة :
(نحن لا نعترف بالحكومات.. بل بالدول المعترف بها بالأمم المتحدة)
ولأن البوليزاريو ليس دولة.. فلا مكانة لها بسوريا الجديدة
فاستعدوا للصراخ النباح ضد القرار القادم ياجنيرالات الدم وبنياشين الجبناء

يوسف غريب كاتب صحفي

          

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى