الجهة اليوم

أكاديمية التعليم بسوس: نموذج لغياب عقلية التراكم وهدر الزمن وتعطيل الطاقات البشرية

أنشئت مؤسسات التفتح الفني والأدبي كمشروع تجريبي، باختيار مؤسسة واحدة بكل جهة على المستوى الوطني. وتحددت اهتمامات هذه المؤسسات في الفن التشكيلي والموسيقى والمسرح وفنون الصوت والصورة، واللغات، ومختلف ألوان الإبداع الأدبي، من أجل فسح المجال للمتعلمات والمتعلمين بمختلف الأعمار لإبراز وصقل مواهبهم. ولضمان نجاح هذا المشروع، وانطلاقه ابتداء من السنة الدراسية 2015-2016، تم فتح مباريات جهوية وإقليمية لانتقاء أطر التأطير الإداري والتأطير التربوي للعمل بهذه المؤسسات وفق مواصفات حددتها المذكرة الوزارية رقم 340/15. 

وفي إطار توسيع قاعدة مؤسسات التفتح الفني والأدبي في جهات المغرب، تم افتتاح مؤسستين في كل من أكادير وإنزكان خلال الموسم الدراسي 2018/2019، والتحقت الأطر الإدارية والتربوية إليهما بناء على نتائج المباراة الإقليمية، وفقا للمذكرة رقم 132/17 الصادرة بتاريخ 17 أبريل 2017، بالنسبة للترشيح لشغل مهام بمؤسسة التفتح الفني والأدبي بإنزكان.

عرفت مؤسسة التفتح الفني والأدبي بإنزكان منذ تأسيسها خلال مدة ست سنوات، زيارات متعددة لمسؤولين على المستوى المركزي والجهوي والإقليمي:

  •  وزير التربية الوطنية السابق السيد سعيد أمزازي سنة 2019.
  •  المفتشية العامة لوزارة التربية الوطنية سنتي 2019 و2022.
  •  مدير الأكاديمية الجهوية السابق السيد محمد جاي منصور في يناير 2019 ونونبر 2020.
  • الزيارات المتكررة للمدير الإقليمي السابق والحالي واللذين لم تكن لهما ملاحظات أو تنبيهات رسمية، بل كانا في غاية الرضى على النتائج، وبدا ذلك جليا في كلماتهما في حفلات نهاية السنة الدراسية التي دأبت على تنظيمها مؤسسة التفتح. بل إن المديرين -السابق والحالي- طوال فترة تدبيرهما للمديرية لم يظهرا عدم كفاءة أطر المؤسسة الإدارية والتربوية، وهو ما يتجلى في عدم توجيه الإدارة أي استفسار أو ملاحظة أو إصدار مذكرة أو إيفاد لجنة إلى الأطر الإدارية والتربوية.
  • حضور مديرة الأكاديمية الجهوية، والكاتب العام لعمالة إنزكان أيت ملول، والمجالس المنتخبة والنقابات والمجتمع المدني والأسر حفل التميز الإقليمي والذي كان لبعض أطر المؤسسة الدور الكبير في إنجاحه (التنظيم والفقرات الفنية).

كل هذه الزيارات ثمنت ونوهت بأعمال وإنجازات الأطر الإدارية والتربوية. ونفس الصورة تنطبق أيضا على مؤسسة التفتح بأكادير باستثناء أنها لم تَحْضَ بزيارة وزير التربية الوطنية.

وتجدر الإشارة إلى أن مؤسسة التفتح بإنزكان كانت تشرف على تنظيم وتأطير ومواكبة جميع أنشطة الحياة المدرسية على المستوى الإقليمي، سواء أنشطة التشبيك الموضوعاتي أو مسابقة “تحدي القراءة العربي” أو مسابقة “المشروع الوطني للقراءة”.

وبفضل تأطير أطر المؤسسة للمتأهلين في الإقصائيات الإقليمية، فإن مديرية إنزكان أيت ملول حققت نتائج جد إيجابية، سواء من حيث الحضور جهويا أو وطنيا. وهذا النجاح هو الذي يثير الاستغراب حول إصرار البعض على تغيير فريق تربوي وإداري متميز رغم أنه حقق علامة كاملة في ظل غياب الدعم والمساندة سواء المادي أو المعنوي، اللهم إلا دعم شركاء المؤسسة، وذلك بفضل انفتاح أطر المؤسسة وعلاقاتهم الجيدة مع الفاعلين في محيطها. 

بناء على ما سبق، هناك نتائج تحققت وفقا للمشروع 10 المتعلق بالارتقاء بالحياة المدرسية (مقتضيات القانون الإطار رقم 51-17 المتعلق بمنظومة التربية والتكوين والبحث العلمي)، إلا أن مذكرة الأكاديمية الجهوية رقم 4087-24، الصادرة بتاريخ 21 يونيو 2024، تتناقض مع هذه النتائج عندما تدعو إلى الترشيح لشغل مهام إدارية وتربوية في هذه المؤسسة، مع عدم إدراج كل الورشات مما يفتح الباب أمام التأويلات القانونية.  

فما موقع تراتبية القوانين: إن المذكرة الوزارية لا تُنسَخ بمذكرة جهوية، بل تُفَعَّل وتُأَجْرَأ بها؟!!! 

إن تصرفات الأكاديمية الجهوية تدعو إلى الاستغراب وإلى الشك والريبة!

إن فريقين داخل هاتين المؤسستين (أكادير وإنزكان) واصلا اشتغالهما وحققا إنجازات بشهادة الزوار المركزيين والجهويين، فهل من المعقول إعادة فتح الترشيح من جديد في هاتين المؤسستين. الأمر طبيعي في المؤسسات المحدثة، لكن غير مفهوم بالنسبة للمؤسسات القديمة والتي تؤكد التقييمات والزيارات تحقيقها لنسبة كبيرة من أهداف المشروع 10 المتعلق بالارتقاء بالحياة المدرسية.

ففي غياب العقلية التراكمية التي تنهض على تعزيز المكتسبات، اختارت الأكاديمية هدر الزمن وتعطيل الطاقات البشرية بما يضمن للمؤسستين إشعاعا تربويا على المستويين الابداعي والفني.

          

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى