
أكادير تنظم “المناظرة الجهوية حول التشجيع الرياضي” من أجل وضع ميثاقٍ مشترك للتشجيع الرياضي
في سياق الدينامية الوطنية الرامية إلى النهوض بالمشهد الكروي الوطني وفي ظل الثقة المتزايدة التي باتت تحظى بها بلادنا لتنظيم التظاهرات القارية والدولية الكبرى، وذلك تحت القيادة الرشيدة والرؤية السديدة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله وأيده، نظمت ولاية جهة سوس ماسة، يومه الثلاثاء 22 أبريل 2025 بأكادير، “المناظرة الجهوية حول التشجيع الرياضي”، تحت رئاسة السيد سعيد أمزازي، والي جهة سوس ماسة، عامل عمالة أكادير إداوتنان، وبحضور عمال عمالة وأقاليم جهة سوس ماسة ورئيس مجلس جهة سوس ماسة ورؤساء مجلس جماعات عمالة أكادير إداوتنان وبمشاركة واسعة لممثلي السلطات القضائية والأمنية والمحلية والإدارية.
وخلال كلمته التأطيرية بالمناسبة، أكد السيد الوالي أنه “فضلا عن كونها أداة فعالة لتقوية قدرات الأجيال الصاعدة وتعزيز مناعتها ضد كل أشكال ومظاهر العنف والتعصب والانحراف والتطرف وكذا الإسهام في الارتقاء الاجتماعي والمجتمعي، فإن للرياضة اليوم، وكرة القدم على وجه الخصوص، أدواراً موازيةً أخرى، إذ صارت محوريةً في تكريس شيم الاعتزاز بالهوية الوطنية والذوذ عنها، أضف إلى ذلك تعزيز الإشعاع الحضاري لبلادنا، وهو ما لمسناه جميعاً بافتخار خلال وبعد نهائيات كأس العالم 2022 بقطر”.
واسترسل السيد الوالي حديثه مشيراً إلى “أن الجهود المبدولة حالياً لا يجب أن تقتصر فقط على تجويد وإصلاح البنيات التحتية والارتقاء بالمنشآت والتجهيزات الرياضية، وإنما أيضاً، وبنفس القدر، وإن لم يكن أكثر، على ما يقتضيه هذا التنظيم من إيلاء عناية كافية للمنظومة التشجيعية وتحييد الشوائب والمعوِّقات والسلوكيات السلبية”.
وحتى يتسنى لنا ذلك، يضيف السيد والي الجهة أنه “صار أمراً واقعاً وضع ميثاقٍ للتشجيع الرياضي قائمٍ على التوفيق بين الشغف وواجب الانضباط لإجراءات الأمن والسلامة ونبذ العنف أثناء وبمناسبة التظاهرات الرياضية، في إطار من تثمين الروابط والتكاثف بين الجماهير الرياضية والأندية والسلطات العمومية”.
واختتم السيد الوالي كلمته مهيباً بكل المتدخلين والأطراف المعنية، كل من موقعه، إلى “الانخراط المسؤول والتعبئة الشاملة قصد بناء رؤيةٍ مشتركةٍ للنهوض بالرياضة والارتقاء بدورها في التنمية في جهة سوس ماسة”، داعياً، في ذات السياق، إلى “ضرورة إشراك الجماهير الرياضية، الواعية بمسؤولياتها تجاه وطنها والمتشرفة بتمثيل بلادها، في هذه المقاربة التشاركية النبيلة”.
واستهل برنامج “المناظرة الجهوية حول التشجيع الرياضي” بندوة افتتاحية من تقديم السيد أحمد بولحباش، مدير أكاديمية الأمن الخاص بأكادير، استعرض من خلالها أهم الركائز والترتيبات الأمنية المعتمدة لضمان أمن وسلامة تنظيم التظاهرات الرياضية، والكروية بالخصوص، والتي تأكد دور التنظيم المحكم في الرفع من جودة وحسن ضيافة الملاعب.
وتضمَّنت أشغال المناظرة ورشتين رئيسيتين اثنتين، همت الأولى “دور الجماهير في تكريس المكانة الريادية لكرة القدم المغربية”، بينما تطرقت الثانية لموضوع “أمن المباريات والتشجيع الرياضي.. نحو رؤية تشاركية”، في أفق توحيد الجهود لمواكبة التظاهرات القارية والدولية الكبرى التي تتأهب بلادنا لاحتضانها، وعلى وجه الخصوص كأس إفريقيا للأمم 2025 وكأس العالم 2030، وذلك بحضور خبراء وأكاديميين وباحثين ورياضيين ومسيرين ومؤطرين وإعلاميين وممثلي المجتمع المدني.
وشهدت أشغال المناظرة حضوراً لافتاً للّاعبين الدوليين السابقين عزيز بودربالة وصلاح الدين بصير اللذين بصما على مسيرة متميزة رفقة المنتخب الوطني، توالياً خلال نهائيات كأس العالم مكسيكو 1986 وفرنسا 1998، إذ دعيا إلى ضرورة تضافر الجهود من أجل تثمين ما عرفته مشاركة المنتخب الوطني خلال نهائيات كأس العالم قطر 2022 من شغف وسلوكيات حضارية، مع الحرص على ضرورة ترصيدها حتى تصير ملاعبنا فضاءً للتعايش والتسامح والحوار واحترام الآخر، علماً أن كرة القدم أضحت قوةً ناعمةً ووسيلةً فعالةً لبناء الجسور بين الأمم والشعوب والثقافات، بصرف النظر عن اختلافهم.
يذكر أن تنظيم “المناظرة الجهوية حول التشجيع الرياضي” يأتي انسجاماً مع التوجيهات الملكية السامية الرامية إلى جعل الرياضة دعامةً أساسيةً للتنمية البشرية ووسيلة لترسيخ قيم الانتماء والتعايش والتسامح، مع تعزيز إشعاع المملكة على الصعيدين القاري والدولي.

تابعوا آخر الأخبار من أكادير اليوم على Google News