الرأيالمجتمع

أقل من هنيهة..الأرض في خطر

  • بقلم : جوهري محمد * //

بعدأن توقفت احتجاجات ومسيرات القبائل الأمازيغية،مطالبة الدولة المغربية باسترجاع أراضيها وممتلكاتها ومواردها، التي استولت عليها المندوبية السامية للمياه والغابات، سابقا، بتوظيفها ظهائر استعمارية، هذا التوقف الحاصل بفعل أزمة “كورونا، وعدم انخراط مثقفي القبائل ونخبها وإطاراتها بالشكل المطلوب، إلا اللمم طبعا، في مساندة هذه الإحتجاجات وتأطيرها ودعمها، يعود من جديد استفزاز القبائل الأمازيغية بفتح البحث العلني لإنشاء المنتزه الطبيعي على الأطلس الصغير الغربي على مساحة تفوق مائة وإحدى عشر ألف هكتار.

فإن كان إنشاء المنتزه يدخل ضمن المخطط المرسوم وفقا لمخرجات قمة الأرض المنظم بالبرازيل يونيو 1992،بعد أن نفدت الدولة تهيئة مراعي ومحميات على أراضي واسعة للقبائل، اعتبرتها ضمن ما أسمته زورا”الملك الغابوي المخزني” ،وبعد نهجها سياسة المحافظة المجانية الجزئية لما تبقى للقبائل الأمازيغية من أراضيها، كسياسة تكميم الأفواه وخلق صراعات هامشية، فإن الوضع يزداد تأزما وينذر بمزيد من اللاستقرار وتسريع تهجير القبائل الأمازيغية السوسية نحو المجهول.

هذا الوضع الكارثي والمأسوي، وهذا التجريد الممنهج، لن يتوقف دون النضال والدفاع من أجل استرجاع كل أراضي القبائل الامازيغية التي ضمتها المياه والغابات إلى غابات الدولة بطرق تدليسية واحتيالية، وفي غياب تام للمقاربة التشاركية، المنصوص عليها دستوريا،مع الملاك الحقيقيين والتاريخيين للأرض.

دون ذلك، ودون ان نرغم الدولة بان تعترف بالحقوق الجماعية والفردية للقبائل الأمازيغية في الأراضي والموارد، كحوق أقرتها المواثيق الدولية وصادقت عليها الدولة المغربية، نكون قد أخطأنا الطريق المؤدي إلى نزع الحقوق المغتصبة، وبالتالي ايقاف هذا الزحف وهذا المخطط الممنهج على ماتبقى من الأرض والثروة والإنسان.

الهُوية الأمازيغية مسندة على أعمدتها الثلاث، فإن سقط المجال، سقطت باقي الأعمدة تباعا.،فهل نحن واعون أم غافلون عن ذلك!؟

*جوهري محمد،فاعل جمعوي.

          

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى