الرأيالمجتمع

أطر التوجيه و التخطيط…ملاحظة لا بد منها

بقلم الغازي لكبير//

نعم يجب أن يتضامن المستشارون المتدربون مع الممارسين في نضالاتهم و ينبغي أن يتواجدوا إلى جانبهم في مختلف المحطات النضالية لمؤازرتهم و دعم مبادراتهم، لأنهم بعد تخرجهم من المركز، عند الانتهاء من التكوين، سيلتحقون بهم و يصبحون منهم.
نعم سيستفيد المتدربون مما تم تحقيقه من طرف الممارسين من خلال نضالاتهم عندما ينضمون إليهم بعد انقضاء فترة التكوين التي لم يبق منها سوى سنة واحدة.
نعم ينبغي أن يجسد المتدربون و الممارسون من أطر التوجيه و التخطيط وحدة موحدة و يتصرفا كعضوي جسم واحد، يغذيهما دم واحد و يتنفسان هواء واحدا.
لكنه، في نفس الوقت، ينبغي أن يتم الاقرار، بكل ما يكفي من الجرأة، بالتنوع داخل هذه الوحدة. فمن جانب هناك من هم في طور التدريب و من جانب آخر هناك ممارسون لهم ما يسمهم و ما ينفردون به مما راكموه خلال مسارهم المهني كالأقدمية في الاطار، و الترتيب في الدرجة و غيرهما من الخصائص المميزة لهم.
كما أن للمتدربين كذلك خصوصية تميزهم عن غيرهم و تستدعي التعامل معها بشكل موضوعي و جدي. هذه الخصوصية تتجلى بالأساس في مظلوميتهم القائمة و التي يعترف لهم بها الجميع. تقر بها النقابات بكل تلويناتها، و الهيئات البرلمانية بمختلف توجهاتها و تعترف بها الوزارة ضمنيا بعزمها التراجع عن شروط ولوج مركز التوجيه و التخطيط التربوي كما أعلنت عنه في مسودة النظام الأساسي الجديد لموظفي وزارة التربية الوطنية لسنة 2023.
لقد ولج المتدربون مركز التوجيه و التخطيط التربوي بمدخلات عالية جدا. أعلى مدخلات سواء في تاريخ مركز التوجيه و التخطيط التربوي أو على المستوى الوطني بالنسبة لكل مراكز التكوين.
هذا و يستفيد المتدربون لمدة سنتين من تكوين يزاوج بين الجانب النظري داخل المركز و تداريب ميدانية منذ السنة الأولى (استثناء آخر يميز فوج 2022-2024 عن غيره من الأفواج السابقة) للتفاعل المباشر مع تحديات الواقع و تنمية الكفايات المهنية الضرورية.
تكوين بجودة، أقل ما يمكن القول عنها أنها، عالية. و من يساوره شك في هذه الأمر، فالمركز يوجد في الرباط و أبوابه مفتوحة و ما عليه إلا بزيارة الخزانة الغنية بالبحوث التي أنتجها من كان لهم شرف المرور بهذا المركز.
المدخلات الاستثنائية و العالية جدا، و التكوين النظري و التطبيقي الجيد لمدة سنيين، يستوجبان مخرجات على الأقل في نفس المستوى. مخرجات عادلة و منصفة، من جهة أولى تجنبهم مخرجات نكوصية وخيمة و من جهة ثانية تحفزهم في مسارهم المهني المقبلين عليه برؤية جديدة ستجعل منهم، بدون أدنى شك، قيمة مضافة للمنظومة التربوية في بلادنا.
فالخبرة التي راكموها في التدريس و التنشئة لمدة لا تقل عن خمس عشرة سنة، (منهم من زاول لأكثر من ثلاثين سنة)، و التأطير المتميز الذي استفادوا منه في مرحلة التكوين، يجعلان منهم فوجا يستطيع رفع التحديات المطروحة في المدرسة المغربية من إعداد و تنفيذ و تقييم المشاريع و التأطير و التكوين و التنسيق.
لذلك و من أجل انصاف هذا الفوج، بالنظر إلى خصوصيته، ينبغي معالجة و تدبير ملفه بمعزل عما يتم إعداده في النظام الأساسي الجديد الذي تم وضع مبادئه في 14 يناير 2023. و ليس هذا انشقاقا أو تنصلا من جسم أطر التوجيه و التخطيط، و إنما لكون مثل هذه التدابير المحدودة في الزمان و المكان و التي لا تكتسي صبغة شمولية، يستحسن عدم ربطها بمطالب مشتركة تفاديا لكل ما من شأنه أن يضر بفئة أو بالفئتين معا خلال المفاوضات مع الوزارة.
و الانصاف في اعتقادي يجب أن يكون على الأقل ب :
1- التخرج بإطار مفتش في التوجيه التربوي أو مفتش في التخطيط التربوي.
2- معادلة دبلوم التخرج من المركز بشهادة الماستر من أجل إتاحة الفرصة أمام المتخرجين لمواصلة التكوين و البحث.
3- التخرج بالدرجة الممتازة مع الحفاظ لمن ولج المركز بهذه الدرجة بأقدميته فيها.
و في الختام، إن جسم أطر التوجيه و التخطيط، جسم واحد، كلما مَتُنَ فيه عضو و توثّق، تَقوّى الجسم كله و تأصّل، لذلك ينبغي أن يتآزر المتدربون و الممارسون و أن يتواصل التعاضد مهما كانت الظروف. فكل مكسب لهذا الطرف، يعتبر مكسب للطرف الآخر.
فبالوحدة و التضامن، لا شيء يستحيل.

          

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى