المغرب اليوم

أزمة الماء تخيم على المغرب ..بعد دخول الجفاف سنته الثانية

أكد وزير التجهيز والماء، نزار بركة، أن كل المؤشرات الحالية تؤكد على أن المغرب يسير في اتجاه تسجيل سنة ثانية من الجفاف، مشيرا إلى إحصائيات وأرقام مقلقة عن العجز المائي الذي تعرفه بلادنا.

وكما أوضح الوزير، في الندوة الصحفية التي تعقب المجلس الحكومي، اليوم الخميس 21 دجنبر 2023، فإن المغرب دخل مرحلة دقيقة بعد خمس سنوات من قلة الأمطار، مؤكدا أن المؤشرات التي تم تسجيلها في الشهور الأخيرة ستؤدي إلى الدخول في سنة أخرى من الجفاف.

بحسب المعطيات التي قدمها، لم يتجاوز معدل التساقطات المطرية في الشهور الثلاث الأخيرة 21 ملم فقط، أي أن هناك تراجعا مقارنة مع السنة الماضية نسبته 67 في المائة.

مؤشر آخر مقلق أشار إليه بركة هو أن المغرب تجاوز المعدل الحراري السنوي بـ1,30 درجة، وما يعنيه ذلك من تسجيل عمليات تبخر للمياه في السدود.

كما لم يصل إلى السدود في الشهور الثلاثة الأخيرة سوى 500.19 مليون متر مكعب من المياه، في حين أنه تم تسجيل ما مجموعه مليار و500 مليون متر مكعب العام الماضي، أي أن هناك تراجعا بنسبة الثلثين، وتراجعٌ بنسبة 50 في المائة في السنوات الخمس الأخيرة، كما أكد الوزير.

ويظهر الجفاف بوضوح في مناطق دون أخرى، إذ أشار الوزير إلى أن منطقة “اللوكوس”، التي تعد أكبر خزان للمياه في المغرب، تسجل معدلا سنويا من الواردات المائية يصل إلى 282 مليون متر مكعب، لكن هذه السنة لم تستقبل سدودها سوى 23 مليون متر مكعب في الشهور الأخيرة.

أما منطقة “ملوية” التي كانت تسجل سدودها معدلا سنويا يصل إلى 311 مليون متر مكعب، سجلت العام الجاري 121 مليون متر مكعب فقط. فيما سجلت منطقة “سبو” حيث يوجد سد “الوحدة” الكبير 90 مليون متر مكعب في حين كان معدلها السنوي يصل إلى 758 مليون متر مكعب.

وأظهرت الإحصائيات التي قدمها الوزير أن منطقة “أبي رقرار” التي كانت تسجل معدلا سنويا يبلغ 147 مليون متر، لم يتجاوز الرقم هذه السنة 14 مليون متر مكعب فقط، فيما لم يتجاوز المعدل في منطقة “أم الربيع” 195 مليون متر مكعب عوض 694 مليون متر مكعب التي يتم تسجيلها كمعدل سنوي مشيرا في هذا الإطار إلى أن سد “المسيرة” يعيش وضعية جد صعبة.

وبخصوص منطقة “تانسيفت” التي كان معدلها السنوي هو 98 مليون متر مكعب، سجلت هذه السنة 41 مليون متر مكعب. في حين سجلت منطقة “سوس ماسة” 10 ملايين متر مكعب هذه السنة، وهي التي تسجل معدلا سنويا يبلغ 160 مليون متر مكعب.

أما في ما يتعلق بـ”درعة-واد نون” فلم تسجل سوى 4 مليون متر مكعب هذه السنة، وهي التي تسجل معدلا سنويا يصل 165 مليون متر مكعب. وفي “زيز-غريس” بلغ المعدل 21 مليون متر مكعب هذه السنة (50 مليون متر مكعب هو المعدل السنوي).

واعتبر أن هذه الوضعية توضح جيدا حجم ما استقبلته السدود هذه السنة، واصفا الوضع بأنه “خطير جدا”، وأكد قائلا “لم نكن نتصور أن نصل إليها”، مشيرا إلى أن حقينة السدود حاليا لا تتجاوز 23,5 في المائة مقابل 31 في المائة العام الماضي.

وقال إن الوزارة “تشتغل في إطار الصراحة والاستباقية” وأن اللجان الجهوية التي يترأسها الولاة والعمال، المسؤولة عن تتبع وضعية المياه بشكل يومي، ستتخذ كل التدابير الممكنة لعقلنة الطلب على الماء، من أجل استعمال الإمكانيات المتوفرة لأطول مدة ممكنة.

          

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى