الثقافة

آلة الربابْ بين عبق التاريخ والحداثة

  • بقلم ذ. سعيد جليل //

نظمت جمعية أمجاد للثقافة والفن مساء يوم السبت 30 نونبر 2024، بمدينة إنزكَان، ندوة فكرية مهمة حول موضوع ” آلة الربابْ بين عبق التاريخ والحداثة”، فبعدما رحب الأستاذ إبراهيم أمجاد صاحب ” صالون أمجاد الثقافي” بالحاضرين وعرّف بهم، قدّم الأستاذ محمد بايري، الفنان والباحث في الموسيقى، عرضا شاملا حول تاريخ آلة الرباب باعتباره آلة موسيقية عريقة، متناولا بعض الآراء حول أصلها المفترض، ثم عرض لتنوع أشكالها لدى الحضارات والشعوب الإفريقية والأسيوية والأوروبية، معززا ذلك بصور لنماذج لها، مع تبيان الفروق والمشترك بينها، قبل أن يتحدث عن مكونات آلة الرباب السوسي وفرادتها وما تمتاز به عزفا ونغما، مع الحاجة إلى تدوين ريبيرتوار العازفين الكبار أمثال الراحل سيدي شنّا، حتى لا يتعرض للضياع.

أما الرايس إبراهيم أمنتاك صانع الآلات الموسيقية التقليدية الأمازيغية (الرباب، لوطار، تالونت،…)، فقد تحدث عن المواد الأساسية التي يُصنع منها الرباب، ومعظمها مواد طبيعية، ثم تناول مراحل صنعه والقياسات المعتمدة في أجزائه وشروط جودة الآلة، التي ترتبط أساسا بجودة المواد ومراعاة القياسات التي وضعها الأوائل قاعدة لصناعة الآلة، ولم يفُت الرايس إبراهيم أن يقدم معلومات تاريخية مهمة حول استقرار الروايس بإنزكَان ثم الدشيرة، وعلاقته بأعلامه الكبار، وسبب اختياره مهنة صناعة الآلات إلى جانب تيرويسا.

أما الأستاذ محمد أشيبانْ الشاعر والناقد الأدبي فقد أسهم في اللقاء بورقة حول آلة الرباب أماطت اللثام عن المعجم اللغوي المرتبط بتلك الآلة، وما يتقاطع معه أو يتداخل من ألفاظ واصطلاحات تفيد في إدراك مدى ارتباط الآلة باللغة والإنسان والأرض.

وشارك الفنان الرايس أحمد أوماسّْتْ بعرض فني ماتع أوضح فيه عزفًا المقامات الموسيقية التي تم الحديث عنها نظريا أثناء عرض الأستاذ محمد بايري، ومنها مقام أشلحي وأكَناو وأمعكل، وتخلل العرض نقاش وأسئلة وُجهت إليه حول مدارس الروايس، ومكانة آلة الرباب في تيرويسا، والفرق بين العزف في العروض الحية وفي التسجيلات، ودور ءاساركَ وأحواش في تكوين الرايس، وعلاقة أحمد أوماسّْتْ بأستاذه المرحوم سعيد أشتوك…

هذا النشاط جمعت فقراته بين المعارف النظرية المتعلقة التاريخ والمقامات، وبين الجانب المهاري المرتبط بصناعة الآلة، وبين الجانب التطبيقي الذي كان عزفا وأداءً لمقطوعات من التراث الغنائي الأمازيغي العريق، وهو ما تحققت معه الاستفادة والمتعة الفنية التي يستحق المنظمون عليها كل الثناء.

          

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى