
وزير الاستثمار المغربي كريم زيدان: “المغرب أرض الفرص والشراكات المستدامة “..
صدر العدد الثامن من مجلة “Global Perspectives” المنظورات العالمية بحوار صحفي أجراه الدكتور منير العزاوي باللغة الألمانية، ممثل مكتب المغرب، مع وزير الاستثمار المغربي، السيد كريم زيدان. جرى اللقاء في مقر الوزارة بالعاصمة الرباط، وتناول الوزير خلاله أبرز المقومات التي تجعل من المغرب إحدى أهم الوجهات الاستثمارية في إفريقيا، إلى جانب رؤيته لتعزيز الشراكة الاقتصادية بين المغرب وألمانيا.
وأوضح الوزير أن المغرب يتمتع بثلاث ركائز أساسية تشكّل دعامة قوية لجذب الاستثمارات الأجنبية، وهي: الاستقرار السياسي والاقتصادي، بنية تحتية متطورة، وموارد بشرية مؤهلة. وقال:
“المستثمر يبحث عن بيئة مستقرة سياسيًا واقتصاديًا، وبنية تحتية موثوقة، وقوى عاملة كفؤة. والمغرب يوفر هذه العناصر مجتمعة. فنحن نتمتع باستقرار سياسي بفضل المؤسسة الملكية وبالرؤية الرشيدة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله، واستقرار اقتصادي تحافظ عليه سياسات مالية متزنة يقودها بنك المغرب، فضلاً عن بيئة استثمارية محفزة.”
وأشار الوزير إلى اتفاقية كبرى تم توقيعها مؤخرًا مع مجموعة صناعية صينية رائدة في قطاع النسيج، ستوفر آلاف فرص العمل للمغاربة، مؤكدًا أن هذه الاتفاقية تُعد نموذجًا ناجحًا لجاذبية السوق المغربية على المستوى الدولي.
بنية تحتية عالمية واتفاقيات استراتيجية
استعرض الوزير زيدان المشاريع الكبرى التي تُعزّز من مكانة المغرب كمركز صناعي وتجاري إقليمي، بما في ذلك ميناء طنجة المتوسط، الذي يُعد الأكبر في حوض البحر الأبيض المتوسط، وشبكة الطرق السريعة المتطورة، وخط القطار فائق السرعة “البراق”، الذي يجري تمديده ليصل إلى مراكش ثم أكادير.
كما أشار إلى المناطق الصناعية المتخصصة المنتشرة في أنحاء المملكة، وإلى اتفاقيات التجارة الحرة التي تجمع المغرب بكل من الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة الأمريكية، مما يمنح المستثمرين القدرة على الوصول إلى أكثر من 2.5 مليار مستهلك عالميًا.
استراتيجية ثابتة رغم المتغيرات الجيوسياسية
وفي رده على سؤال حول التغيرات الجيوسياسية العالمية، مثل الحرب في أوكرانيا وتزايد النفوذ الصيني، أكد الوزير أن المغرب يتبنى رؤية استراتيجية بعيدة المدى، ولا يعتمد على ردود أفعال ظرفية، بل يسعى إلى توفير بيئة مستقرة وآمنة للمستثمرين من مختلف أنحاء العالم، دون تمييز.
“نحن لا نقيّد أنفسنا بمواقف آنية، بل نبني سياسات قائمة على الانفتاح والتعاون والاستثمار في قطاعات المستقبل. المغرب أرض الفرص والشراكات المستدامة.”
التعاون المغربي–الألماني: طموحات مشتركة
وفي ما يتعلق بالعلاقات الاقتصادية بين المغرب وألمانيا، صرّح الوزير زيدان، الذي درس في ميونيخ وعمل لسنوات في شركة BMW، بأن الشراكة بين البلدين لا تزال في بدايتها رغم الإمكانيات الكبيرة المتوفرة.
واختتم الوزير حديثه بالإعلان عن نيته زيارة ألمانيا قريبًا، لعقد لقاءات رسمية مع نظرائه الألمان وبحث آفاق التعاون في مختلف المجالات.
“نحن نؤمن بأن المستقبل للاستثمار في المجالات المستدامة، وأن المغرب شريك موثوق وطموح على الساحة الدولية.”
شاهدوا الحوار كاملةً باللغة الألمانية مع الترجمة الإنجليزية على الرابط التالي: https://www.youtube.com/watch?v=5gvh2Cd6JI4&t=303s
—————————————–
*الدكتور منير العزواوي يشغل، منذ عام 2020، منصب الممثل الإقليمي لمؤسسة هانس زيدل (Hanns-Seidel-Stiftung) في المغرب، التي تتخذ من الرباط مقرًا لها. وخلال فترة توليه هذا المنصب، عمل على تعزيز حضور المؤسسة، التي تنشط منذ أكثر من خمسة وثلاثين عامًا في المغرب في مجال دعم البحث العلمي. وقد ركّز في استراتيجيته على دعم “ثقافة العمل التطوعي والتبرع في المغرب”، بهدف الإسهام في ترسيخ هذه الثقافة وتعزيز التمويل المحلي غير الحكومي للمجتمع المدني، بما يسهم في رفع فعاليته وزيادة قدرته على الصمود.
وقبل انتقاله إلى المغرب، راكم الدكتور العزواوي خبرة مهنية امتدت لأكثر من عشرين عامًا في ألمانيا، حيث وُلد. وقد شغل مناصب إدارية في مجالات البحث العلمي وإدارة المؤسسات لدى عدد من الجهات، من بينها مؤسسة ميركاتور (Stiftung Mercator)، التي تُعد من كبرى المؤسسات الخيرية في ألمانيا، حيث أنشأ محفظة مشاريع تُعنى بالتعامل مع التنوع الثقافي والديني في المؤسسات العامة.
كما تولى منصب المدير المؤسس لمؤسسة لدعم الموهوبين، وساهم في ألمانيا في تأسيس قسم “الدراسات الإسلامية” (Islamische Theologie) في الجامعات الحكومية، وفي إدراج مادة “التربية الإسلامية” (Islamischer Religionsunterricht) ضمن المناهج الدراسية الرسمية في المدارس العامة.
الدكتور العزواوي حاصل على شهادة في العلوم السياسية من جامعة آر.دبليو.تي.إتش آخن (RWTH Aachen)، وقد أجرى أبحاث أطروحته لنيل الدكتوراه في جامعة جورجتاون (Georgetown University) بالعاصمة الأميركية واشنطن. وهو متزوج وأب لثلاثة أطفال، وينحدر والداه من مدينة وجدة في شرق المغرب.
* مجلة المنظورات العالمية، الصادرة عن مؤسسة هانز زايدل في ميونخ، تقدّم تحليلات معمقة حول التطورات الدولية الراهنة والتحديات العالمية. يتضمّن هذا العدد مساهمات لخبراء في مجالات مثل التحولات الجيوسياسية، التنمية المستدامة، التعاون الاقتصادي، والحكم الديمقراطي. وتهدف المجلة إلى تعزيز الحوار المثقّف وتقديم توصيات سياسية تسهم في تحقيق تقدم عالمي سلمي وعادل.

تابعوا آخر الأخبار من أكادير اليوم على Google News