
حرب انقسام تنسيقيات التعليم تندلع..وتضييع حقوق التلاميذ يتواصل
بعد أسابيع من شلل التعليم العمومي بعدد من مناطق المغرب بسبب إضراب المدرسين والأطر الإدارية والتربوية، سجلت بحر الأسبوع الجاري، اندلاع حرب انقسامات داخل تنسيقيات التعليم وخلافات حادة حول العودة لاستئناف العمل بالمؤسسات التعليمية من غيره، خاصة في جهات الشمال.
وقالت مصادر مطلعة تابعها موقع أكادير اليوم أنه فضلا عن قبول شريحة واسعة من المحتجين بمخرجات الحوار مع الحكومة، سيما بعد تأكيد المراجعة الشاملة لبنود النظام الأساسي الجديد للتعليم، وإقرار الزيادات في الأجور على مراحل، مع استمرار الحوار في كل تفاصيل الملف المطلبي، شريطة العودة للتدريس.
وحسب هذه المصادر فإن العديد من الأساتذة بالمديريات الإقليمية خاصة بشمال المملكة، عادوا لاستئناف العمل بقاعات الدرس، رغم تعرضهم للضغط من زملائهم المضربين، كما أن العديد من النقابات المحلية والإقليمية والجهوية ظهر أنه لا يعول عليها في تنزيل مخرجات الحوار بين الحكومة والمركزيات النقابية، بسبب غياب قواعد حقيقية، وغياب الجرأة في طرح وجهة النظر أمام تمثيلية التنسيقيات، التي أصبحت بعض مكوناتها تركب الرفض والعدمية وعدم قبول حوار الحكومة مع النقابات الأكثر تمثيلية بغض النظر على مخرجاته الإيجابية.
واستنادا إلى المصادر نفسها فإن فئة واسعة من الاساتذة المحتجين، رفضت التوجه إلى معركة كسر عظام مع وزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة، والحكومة بشكل عام، فضلا عن رفضها الركوب السياسي على الملف المطلبي بإسقاط النظام الأساسي للتعليم، ومحاولة جهات كسب نقاط في مربع التدافع السياسي على حساب هموم الشغيلة التعليمية وحق التلميذ في التعليم المكفول وفق دستور المملكة.
وأضافت المصادر عينها أن توقعات عودة الأساتذة بشكل كبير إلى الأقسام خلال الأسبوع المقبل، أصبحت واضحة من خلال مؤشرات ميدانية، ورفض العديد من الأصوات داخل التنسيقيات لجمود المطالب وطول مدة الإضراب والاستمرار في التعقيدات التي تخفي أجندات غير معلنة، بعضها يتعلق بصراعات حكومية وتسابق على القواعد بين التشكيلات الحزبية والنقابية، بالإضافة إلى غياب الوعي لدى فئة واسعة من المضربين بأهمية تحقيق المكاسب تدريجيا صونا لحقوق التلاميذ.
وتواصل السلطات المختصة وكافة المتدخلين في العملية التعليمية، دعم عودة الأساتذة إلى الأقسام لاستئناف التدريس، والعمل بشكل مكثف لاستدراك مافات من الدروس وتراكمها، فضلا عن التحضير للامتحانات وتجاوز شبح السنة الدراسية البيضاء، مع استمرارية الحوار حول أزمة النظام الأساسي للتعليم، باعتبار الحوار هو السبيل الوحيد لإيجاد الحلول بعيدا عن ضياع حق التلميذ الدستوري في التعليم وفق الجودة المطلوبة.

تابعوا آخر الأخبار من أكادير اليوم على Google News