الجمعية المغربية لعلوم التمريض والتقنيات الصحية تخلد “اليوم العالمي للتمريض”..
يحتفل العالم في 12 ماي من كل سنة، باليوم العالمي للتمريض، اعترافا بالدور الهام والمحوري الدي تلعبه أسرة التمريض في تقديم الرعاية الصحية المطلوبة لانقاد حياة المرضى ومساعدتهم حتى الشفاء، وللثناء على المجهودات القيمة التي تقدمها للمجتمعات وللمساهمات في ضمان الأمن الصحي العالمي حيث تعتبر مهنة التمريض واحدة من أسمى المهن وأكثرها إنسانية ومن أقدم وأشرف المهن عبر تاريخ البشرية. تتجلى فيها صفات القيم الانسانية والنبيلة، حيث تشكل مهنة التمريض عصب النشاط الصحي وحجر الزاوية في المستشفيات ومراكز الرعاية الصحية الأولية ومختلف المؤسسات الصحية الحكومية والخاصة في رعاية صحة المرضى والتخفيف من آلامهم وانقاد حياتهم.
وهي مناسبة أيضا لتسليط الضوء على ظروف العمل المهنية والتعليمية والحياتية لمهن التمريض وتوعية المسؤولين وصناع القرار في السياسة الصحية من اجل حماية حقوقهم لتحقيق الارتقاء بالأنظمة الصحية لتساهم بفاعلية في تلبية الاحتياجات الحالية والمستقبلية للأفراد والمجتمعات في إطار تحقيق أهداف التغطية الصحية الشاملة، واهداف التنمية المستدامة من خلال تبني تصور و رؤية جديدة لمستقبل التمريض في ضوء التطورات الوبائية والديمغرافية والاجتماعية والبيئية بالاستثمار في مهن التمريض وتكوينهم لتغطية العجز الحاصل في عدد من بلدان العالم ومن ضمنها المغرب.
حيث تشير أحدث الأرقام التي أوردتها منظمة الصحة العالمي أن «العالم سيكون بحاجة إلى 9 ملايين عامل إضافي في مجالي التمريض والقبالة بحلول العام 2030، باعتبار ان 80 بالمئة من العلاجات الموجهة للمرضى يقدمها، الممرضون والممرضات والقابلات بحسب منظمة الصحة العالمية، ما يؤكد على دورهم الأساسي في رحلة العلاج ويجعلهم، في ذات الآن، الفئة الأكثر عرضة للإصابة بالأمراض.
تطور مهن التمريض والتقنيات الصحية بالمغرب
وفي هدا السياق تعتبر مهن التمريض والتقنيات الصحية بالمغرب من اقدم المهن الصحية التي ساهمت بشكل كبير في الرعاية الصحية و نجحت في محاربة و القضاء على عدد من الأمراض المتنقلة المعدية والفتاكة في اطار برامج الرعاية الصحية الأولية والخدمات الصحية المتنقلة بخاصة في البوادي والقرى التي كانت تشكل 70 في المائة من سكان المغرب، وقد مر الممرضون والممرضات بتجارب شديدة التعقيد نوعية وحرجة صحيا ومهنيا ومعنويا، امتحنت فيها ارادتهم وكفاءتهم خاصة في أوقات الأوبئة والكوارث التي عرفها المغرب مند استقلاله السياسي ، مكرسين كل وقتهم وحياتهم في سبيل اسعاف المصابين و انقاذ المرضى.
رغم صعوبة الظروف وشح الموارد والإمكانيات، وضعف الأجور وهزالة التعويضات، يعملون في بيئات صعبة جدا يواجهون الإجهاد والتوتر كجزء لا يتجزأ من مهامهم اليومية، معرضين أنفسهم للخطر،
فبإيمانهم القوي برسالتهم النبيلة كانوا يتغلبون على الضغوطات النفسية بنجاحهم في التخفيف من معاناة المرضى والتعجيل في شفائهم لقد قدموا نموذجا مغربيا خالصا في الرعاية الصحية للمواطنين المغاربة ، متحلين بالمسؤولية والصبر والاصرار على تقديم أفضل خدمات الرعاية الطبية للمغاربة ، وهو ما يعكس أسمى الصور الإنسانية والقيم النبيلة لمهنة التمريض ببلادنا حيث شكلت في السنوات الأولى للاستقلال عصب النشاط الصحي وحجر الزاوية في المستشفيات ومراكز الرعاية الصحية الأولية ومختلف المستشفيات والمراكز الصحية.
وعلى مستوى التكوين عرفت المهن التمريضية تطورت كبيرة وممارسة علمية بفضل انشاء عدة مدارس ومعاهد لتكوين الممرضات والقابلات وتقنيي الصحة واعتماد افضل المعايير العلمية الدولية وفتحت عدة معاهد عليا لتكوين مهن التمريض والتقنيات الصحية عبر كافة التراب الوطني بجانب كليات التمريض بالقطاع الخاص مخرجاتها بنظام ل م د وشهادات إجازة ماستر ودكتوراه.
خاصة مع التقدم العلمي والتكنولوجي الذي احدث ثورة في المجال الصحي أدى إلى امتداد وتشعب دور الممرض، فبعد أن كان دور الممرض الرئيسي هو الرعاية الجسمانية للمريض وتنفيذ إرشادات ومتطلبات الطبيب، أصبح دوره يشمل الرعاية الشاملة للفرد الجسمانية والنفسية والاجتماعية والروحية والتوعية و والتربية الصحية والتثقيف الصحية للمريض وللأسر ومدهم بالإرشادات اللازمة للوقاية من الأمراض والارتقاء بصحته الاشتراك في الأبحاث العلمية بالرعاية الصحية. وتنسيق الخدمات الصحية. إدارة الخدمات التمريضية والإشراف على أفراد هيئة التمريض باعتبارهـم جـزء لا يتجـزأ مـن فريـق الرعايـة الصحيـة المتعـدد التخصصـات، فـي تحسـين الحصائـل الصحيـة وضمـان ّ حصــول الســكان علــى خدمــات التمريــض والقبالــة ذات الجــودة.
حيث لم يعد يختلف قطاع التمريض عن المجال الطبي من حيث الاختصاصات على الاطلاق ،حيث يشمل اختصاصات التمريض التي يتفرع منها، تمريض صحة المجتمع، والأمومة والطفل تمريض امراض النساء ، وتمريض الصحة النفسية والعقلية، وتمريض الطوارئ والمستعجلات تمريض صحة المجتمع والباطنية والجراحة والعناية المركزة، وتمريض الصحة النفسية والعقلية، وتمريض السرطان و الرعاية التلطيفية قسطره القلب والشرايين تمريض غسيل الكلى تمريض التخدير تمريض التعليم في معاهد وكليات التمريض متخصصة. ، ، وغيرها من الفروع المستحدثة بهدف تقديم رعاية تمريضية متخصصة.
ويمثل التمريض بالمغرب أكبر الفئات المهنية العاملة في قطاع الصحة العمومي والخاص ويتمتع الممرضون والقابلات وتقنيي الصحة بالمغرب بمهارات عالية وتجربة مشرفة أصبحت من اكثر الأطر الصحية اقبالا على الهجرة للعمل بأروبا وذلك لعكس المستوى المميز الذي وصل له التمريض بالمغرب
وفي اطار ورش اصلاح المنظومة الصحية وتأهيل الموارد البشرية كدعامة أساسية تعمل وزارة الصحة والحماية الاجتماعية على الحد من ظاهرة الخصاص في العاملين في مجالي التمريض والقبالة والتقنيات الصحية ، بسبب تراكم العجز الذي تجاوز 33 الف ممرض وممرضة وقابلة بوضعها لخطة الرفع من المقاعد البيداغوجية لتكوين كوادر وطنية مؤهلة، وتعزيز جاذبية مهنة التمريض وتحسين كفاءة منسوبيها وتوظيـف الكفاءات الوطنيــة مــن مقدمــي الخدمــات الصحيــة فــي إطــار تحقيــق أهــداف التنميــة المســتدامة فــي المجــال الصحــي حيث لايزال التفـاوت الكبيـر بيـن العـرض والطلـب بالنسـبة للقـوى العاملـة فـي مهنتـي التمريـض والقبالـة كما يمثل تحديـا كبيرا أمـام ضرورة تحسـين أداء المنظومة الصحية الوطنية وتحقيـق اهداف الورش الملكي المتعلق بتعميم الحماية الاجتماعية و التغطيـة الصحيـة الشـاملة والتامين الاجباري الأساسي عن المرض.
ومن جانب اخر ونتيجة لهدا التفاوت وقلة الموارد البشرية في مهن التمريض و والقبالة والتقنيات الصحية بالمغرب فإن الممرضين والممرضات والقابلات وتقنيي الصحة يتعرضون لضغوطات هائلة في العمل، تفوق طاقتهم وقدراتهم ومعرضون لأخطار مهنية قاتلة حيث تناط إليه الكثير من المهام والمسؤوليات الصحية التي ليست من اختصاصاته على الإطلاق، لا على مستوى التخصص، ولا على المستوى العرفي لمهنة التمريض وبالتالي فوزارة الصحة والحماية الاجتماعية مطالبة بتوظيف
كافة المتخرجين الجدد من معاهد التكوين وتوزيعهم على كافة مناطق المغرب لتحقيق العدالة المجالية والعمل على تحسين وضعهم المادي بالزيادة في الأجور والتعويضات عن الأخطار المهنية وتحسين نظام التدريس والمنح لطلبة معاهد التمريض وأساتذتهم وملائمة التكوين مع التطورات العلمية والتكنلوجيا الحديثة و الدكاء الاصطناعي في الرعاية الصحية لتكوين اطر تمريضية و قابلات وتقنيي الصحة يتمتعون بمستويات عالية من المعرفة والعديد من المهارات المتنوعة، وخلق الهيئة الوطنية للممرضات والممرضين.
وهو ما تسعى اليه الجمعية المغربية لعلوم التمريض والتقنيات الصحية ومن خلال إستراتيجيتها إلى تحقيق آفاق واسعة من خلال تمثيل الجمعية في المنظمات والهيئات الدولية المهتمة بالصحة و بالتمريض، ومنها عضوية مجلس الدولي للممرضات بجنيف ومنظمة الصحة العالمية ، وذلك لعكس المستوى المميز الذي وصل له التمريض بالمغرب.
بالإضافة إلى المساهمة في اوراش الإصلاحات المنظومة الصحية كما تسعى الى تعزيز معايير سلامة المرضى، وأخلاقيات المهنة ، سعياً لضمان بيئة عمل آمنة واعتماد معايير الكفاءات الأساسية، وخلق شراكة مع مؤسسة للآلة سلمى وقاية وعلاج السرطان المساندة لقضايا التمريض في مجال التكوين المستمر ،مما يساهم في رفع كفاءة وجودة الخدمات المقدمة للمرضى
وقد شكلت الجمعية المغربية لعلوم التمريض والتقنيات الصحية الصوت الرائد للنهوض بمهنة التمريض بالمغرب وتلبية حاجيات الممرضين والممرضات والقابلات وتقنيي الصحة، بما يساهم في رفع كفاءتهم والرفع وتحسين جودة الخدمات المقدمة للمجتمع في مجال التمريض و تعزيز أخلاقيات مهنيي التمريض والتقنيات الصحية، وبناء قنوات للتواصل المهني مع منظمات دولية وتنمية الشراكات الاستراتيجية على المستوى الوطني والدولي و تشجيع البحث العلمي من خلال توفير المراجعة البحثية العلمية
وفي هدا السياق ستنظم الجمعية المغربية لعلوم التمريض والتقنيات الصحية بشراكة مع وزارة الصحة والحماية الاجتماعية ومؤسسة للا سلمى وقاية وعلاج السرطان والشبكة المغربية للدفاع عن الحق في لصحة والحق في الحياة
ندوة دولية حول موضوع * مستقبل مهنة التمريض في ظل الإصلاحات الكبرى التي يشهدها النظام الصحي الوطني*
ودلك أيام 10 و11 و12 ماي 2024 بفندق ارمادا أنكور بطنجة
الرئيس حبيب كروم – الهاتف 0661219736
تابعوا آخر الأخبار من أكادير اليوم على Google News