الثقافة

بورتري : إبراهيم أضنور..رحلة تشكيلية بين الذاكرة والهوية

ضمن فعاليات الدورة 16 للمهرجان الدولي للفيلم الأمازيغي إسني ن وورغ برمج المنظمون معرضا للفن التشكيلي بأحد فنادق مدينة أكادير، احتضن عدد من اللوحات للفنان التشكيلي ابراهيم أضنور.

بورتري : إبراهيم أضنور..رحلة تشكيلية بين الذاكرة والهوية - AgadirToday

موقع “أكادير اليوم” حضر افتتاح المعرض وأعد هذا البورتري حول الفنان ابراهيم أضنور.

إبراهيم أضنور.. رحلة تشكيلية بين الذاكرة والهوية:

وُلد الفنان التشكيلي إبراهيم أضنور بمدينة أكادير يوم 6 أكتوبر 1963، ليخط منذ تسعينيات القرن الماضي مساراً فنياً متفرداً يزاوج فيه بين التجريب الجمالي والبحث عن الهوية الثقافية.

منذ معارضه الأولى في المتحف البلدي لأكادير (1996)، ظل أضنور حاضراً في المشهد التشكيلي المغربي والدولي عبر سلسلة من المعارض داخل المغرب وفرنسا وألمانيا ورومانيا وبولونيا وإسبانيا، مقدماً أعمالاً تحمل بصمة خاصة ورؤية إنسانية متفتحة.

بين الحرف الأرامي وتيفيناغ:

بورتري : إبراهيم أضنور..رحلة تشكيلية بين الذاكرة والهوية - AgadirToday

من أبرز محطات التحول في تجربة أضنور انتقاله من استعمال الحرف الأرامي (العربي) في لوحاته الأولى إلى اكتشافه حرف تيفيناغ الأمازيغي، الذي وجد فيه امتداداً لهويته وانتمائه الثقافي.

هذا التحول لم يكن مجرد تقنية بصرية، بل كان بحثاً في عمق الذات الجماعية، وإعادة وصل بين الإبداع الفني والذاكرة الأمازيغية. ومنذ ذلك الحين، صار حرف تيفيناغ حاضراً بقوة في أعماله كرمز للهوية والحرية والذاكرة المشتركة.

فن عابر للحدود:

توزعت مشاركاته بين أكادير، الدار البيضاء، مراكش، الصويرة، وبين عواصم أوروبية مثل باريس، نانت، فرانكفورت، أراد، ترزبينخ، ليصبح بذلك أحد الوجوه المغربية الحاضرة في الفضاء التشكيلي العالمي. أعماله كثيراً ما ارتبطت بقضايا إنسانية وذاكرة جماعية، مثل مشاركته في معارض تحت شعار “التضامن من أجل السلام” أو تخليد زلزال أكادير.

أعمال تحتفي بالرمز واللون:

بورتري : إبراهيم أضنور..رحلة تشكيلية بين الذاكرة والهوية - AgadirToday

لوحاته تنبني على رموز غنية ودلالات متعددة، حيث يتجاور الرمز الأمازيغي مع الأشكال التجريدية والألوان الحارة التي تستحضر الأرض والذاكرة والإنسان. في إحدى لوحاته (الصورة المرفقة)، يطل الحرف الأمازيغي محاطاً بدوائر ووشوم هندسية، كأنه يفتح نافذة على عمق تاريخي وثقافي يتجاوز الزمان والمكان.

فنان يتواصل مع العصر:

إلى جانب مشاركاته الميدانية، يحرص إبراهيم أضنور على مواكبة جمهوره عبر الفضاء الرقمي من خلال صفحته على إنستغرام (adnor_brahim)، حيث يعرض جديد أعماله ويتفاعل مع المهتمين بالفن التشكيلي.

بإصراره على جعل الفن مرآة للهوية وفضاءً للحوار بين الثقافات، يواصل إبراهيم أضنور مساره كأحد الأصوات المميزة في التشكيل المغربي المعاصر، جامعاً بين الذاكرة المحلية والحضور العالمي.

  • توقيع الحسن باكريم
          

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى