المجتمع

“جيل تمغربيت” يدعو “جيل Z” للحكمة، ويطالب الحكومة بالاستجابة الملموسة لمطالب الشباب

إذ تعبر منظمة جيل تمغربيت عن تبنيها وتعاطفها مع مطالب الشباب المتعلقة بضرورة إصلاح قطاعي الصحة والتعليم ومحاربة الفساد، وهي مطالب الشعب المغربي بكل فئاته، فإنها تندد بشدة بانزلاق بعض الوقفات إلى أحداث شغب ببعض المناطق، خصوصا بعمالة إنزكان التي تحولت فيها المظاهرات إلى فوضى حقيقية، بعد إقدام المتظاهرين على رمي القوات الأمنية بالحجارة وإضرام النار وإلحاق أضرار جسيمة بالعربات التابعة للقوات العمومية، ناهيك عن إصابة عدد من المدنيين وتخريب الممتلكات الخاصة والعامة، واقتحام بعض الإدارات والمؤسسات والمحلات وسرقة مقدراتها وإتلاف محتوياتها، كل ذلك في ظل غياب التأطير الميداني، ومحاولة توظيف بعض الجهات لهذه الوقفات لجر الشباب إلى الفوضى، بما يستجيب لأجندات خارجية مشبوهة تسعى للتحريض على هدم المكاسب التي راكمها المغرب، وإفساد بعض الاستحقاقات الدولية المهمة التي يقبل عليها. ومع أن الشباب المتظاهر بشكل سلمي لا علاقة له بهذه الجهات المشبوهة، فإنها تستطيع التأثير في عقول فئات معينة عبر التضليل المكثف الذي تمارسه عبر الأنترنيت، من خلال ادعاءات كاذبة وفيديوهات وصور مفبركة.

إن منظمة جيل تمغربيت كإطار مدني يعد امتدادا لدينامية شبابية انطلقت منذ سنة 2019، وكثمرة تفكير عميق انتهى بقرار “الانتقال من المقاربة الاحتجاجية إلى ثقافة المشروع”، وتجسيدا لدورنا كمجتمع مدني معني بالدفاع عن قضايا الشباب وعن مصالح الوطن العليا، نسجل ما يلي:

غياب التأطير الميداني: انطلاق الوقفات الشبابية من العالم الافتراضي تحت إشراف جهة غير معلنة، في غياب إطار أو لجان ميدانية، يجعلها عرضة للخروج عن طابعها السلمي، مما يهدد سلامة المواطنين وممتلكاتهم، وهو ما وقع فعلا بإنزكان ووجدة ومناطق أخرى.

اختراق الدينامية الشبابية: حدث اختراق للصفحات الداعية للتظاهر من قبل جهات أجنبية معادية، وهو الأمر الذي أكده المشرفون على صفحة “GENZ212” الأصلية، ناهيك عن استغلال الاحتجاجات من قبل جهات عدائية لنشر الفوضى وتهديد استقرار الوطن، خصوصا في ظل بقاء الجهة التي تدعو للوقفات مجهولة، وفي غياب تام للتأطير الميداني وتزامن الوقفات مع الاستهداف المكثف للمغرب وثوابته عبر عدد من صفحات العالم الافتراضي، بالإضافة إلى التحريض المستمر من لدن عدد من المنابر المناوئة لمصالح المملكة.

غياب ممثل واضح ومطالب دقيقة للتفاوض: إن عدم وجود إطار أو لجنة مشرفة على الوقفات الاحتجاجية، يطرح إشكالية كبيرة حول من ستتفاوض معه الجهات الرسمية، ومن يتحمل المسؤولية في حال خروج الأمور عن طابعها السلمي كما وقع أمس ببعض المناطق، ناهيك عن افتقاد الاحتجاجات إلى ملف مطلبي واضح ومفصل ودقيق، حيث تقتصر الصفحات الافتراضية على شعارات عامة لا يمكن أن تشكل أساسا متينا للحوار أو التعاقد مع الجهات الرسمية.

الحاجة إلى حكمة الخبرة: التأكيد على أن الحكماء والمتمرسين ضروري لتأطير الشباب وتعزيز سلمية الاحتجاجات، دون انتقاص من قدرات الشباب، ولكن في إطار التكامل بين الأجيال.

تنظيم المونديال لا يتعارض مع المطالب الاجتماعية: تكرار بعض الشعارات غير الدقيقة التي تخلط بين استعداد المغرب لاستضافة تظاهرات رياضية دولية تتنافس جميع الدول على استضافتها، دون تمييز بين الدول المتقدمة أو السائرة في طريق النمو أو غيرها، وبين تحقيق المطالب الاجتماعية، لأن هذه التظاهرات لها منافع مهمة على المستويات الاقتصادية والسياسية والاجتماعية والثقافية، وليس من شأنها إيقاف الأوراش الاجتماعية في حال وجود إٍرادة سياسية حقيقية من لدن الحكومة.

ضرورة تناسب التدخلات الأمنية مع طبيعة الوقفات: مع تسجيلنا لبعض التدخلات الفردية غير المسؤولة، نتفهم قرار ضبط الوقفات كإجراء استباقي لتفادي خروج الأمور عن السيطرة، في غياب جهة تنظيمية وملف مطلبي واضحين، واستحالة التحكم في مآلات وقفات تنطلق من عالم افتراضي يصعب فيه الفرز بين النيات الإصلاحية والأجندات التخريبية المعادية، بين الشباب الذي يطمح للإصلاح ومندسين يستغلون التجمعات من أجل الهدم، لذلك ندعو إلى ضرورة التدخل المتناسب للقوات الأمنية حماية للمحتجين والمواطنين والممتلكات الخاصة والعامة، مع عدم المس بالحق في التعبير والحريات الفردية والجماعية.

بناء على كل هذه المعطيات ندعو:

الحكومة للابتعاد عن لغة الخشب والاستجابة لمطالب الشباب ومختلف الفئات، من خلال إصدار قرارات ملموسة وحقيقية لمحاربة الفساد بصرامة، وتقديم الفاسدين للقضاء في إطار مبدأ ربط المسؤولية بالمحاسبة، بالإضافة إلى مباشرة إصلاح قطاعي التعليم والصحة، وتوفير مناصب الشغل للشباب.

فتح النقاش للوصول إلى إصلاح فعلي للأحزاب السياسية التي صارت عاجزة عن أداء مهامها في تأطير الشباب ولعب دور الوساطة، بسبب فقدان المصداقية والثقة لدة فئات واسعة من المغاربة، إصلاح يأخذ بعين الاعتبار تجديد الفكر والممارسة والسلوك السياسي، وتجديد النخب وإقرار الديمقراطية الداخلية ومبادئ الاستحقاق في تولي المهام الحزبية والحكومية، مع إبداع آليات جديدة لتأطير الشباب واحتضان إكراهاته وتطلعاته عوض الاقتصار على تأثيث المشهد به.

ندعو الشباب المشرف كما المشارك في هذه الوقفات، في ظل خروج الأمور عن إطارها السلمي في عدد من المناطق، بما من شأنه تهديد الأرواح والممتلكات الخاصة والعامة في سياق متسم باستهداف الوطن واستقراره، إلى سحب البساط من تحت أرجل المتربصين بسلمية الشباب وباستقرار الوطن، من خلال دعوة عاجلة لإيقاف جميع المظاهرات والوقفات، وعقد لقاءات افتراضية تفرز لجنة شبابية مسؤولة تخرج إلى العلن للتعبير عن مطالبها بالتفصيل، مع انفتاحها على الحوار مع الجهات الرسمية لنسج تعاقد جديد وجدي يقود إلى إصلاح حقيقي لقطاعات التعليم والصحة والقضاء، ووضع إجراءات ملموسة وصارمة لمجابهة الفساد واقتلاعه من جذوره.

إطلاق سراح جميع الشباب الذين تظاهروا بشكل سلمي ولم ينخرطوا في أعمال الشغب.

إذ نعبر عن تفهمنا ووقوفنا مع مطالب “جيل زيد” والمطالب المشروعة لكل فئات المجتمع المغربي، في سبيل إصلاح قطاعي التعليم والصحة بالإضافة إلى القضاء، ومجابهة الفساد من خلال إجراءات مؤسساتية وقانونية وقرارات حكومية ملموسة، وإذ نطالب بإصلاح شامل وعميق للمنظومة الحزبية المترهلة حتى تكون في مستوى القيام بمهامها في تأطير الشباب وممارسة الوساطة، ومع خروج عدد من الوقفات عن إطارها السلمي، فإننا ندعو شباب “GENZ212” إلى التعقل وإعمال الحكمة استحضارا للمصالح العليا للوطن بالإضافة إلى السياق الإقليمي والدولي، وتوخي الحذر من التماهي مع حملات التضليل التي تستهدف مكاسب واستقرار المملكة، من خلال الجلوس إلى حوار مثمر، للوصول إلى تعاقد بناء يسهم في تحسين الخدمات الاجتماعية لكافة المغاربة ويلبي تطلعات الشباب.

          

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى