
تشجيع الشباب على الاستثمار في افريقيا..
- بقلم : الحسن زهور//
أولا لست خبيرا في الاقتصاد ولا في الاستثمار ولا في السياسات العامة لكن لدي عقل أفكر به.
أمام عطالة الشباب، و الاحتجاجات الأخيرة، لا بد من التفكير في إيجاد حلول تساعد ليس فقط على تشغيل الشباب بل على تشجيعه ومساعدته على دخول عالم الأعمال والاستثمار خصوصا في إفريقيا (مستقبل المغرب)، وبوسائل وطرق بسيطة لا تحتاج إلى ميزانيات كبيرة،
تحتاج فقط الرجوع إلى قيمنا الأمازيغية، طرق بسيطة تساهم فيها الدولة ورجال الأعمال المغاربة(أفراد وشركات) المستثمرون في افريقيا وبإمكانيات بسيطة تتطلب فقط الإرادة والاستفادة من إحدى أروع التجارب الأمازيغية في تشغيل آلاف الشباب التي انقذت الآلاف من الأسر من الفقر، وفي نفس الوقت خلقت تنمية في البلد. كيف؟
أولا، قبل الحديث عن هذه التجربة الأمازيغية، نشير أولا إلى بعض التجارب الكثيرة التي ساهمت في تنمية الكثير من المناطق وقامت بمشاريع اجتماعية وتنمية لم تستطع الدولة القيام بها بحكم بيروقراطيتها،
من هذه التجارب الرائدة التي انطلقت من سوس تجارب الجمعيات التنموية التي أوصلت الماء إلى كثير من المناطق وشقت الطرق إليها، وسدت بعض الفراغ في الصحة القروية بتنظيم آلاف الحملات الطبية إليها، وتشجيع الفتيات والنسوية في تكوين جمعيات تنموية مرتبطة بالصناعات التقليدية المحلية، وتربية المواشي والدواجن…
وهذه التجربة الناجحة المنطلقة من سوس تبنتها الدولة بعد نجاحها وأطلقت على مشروعها “المبادرة الوطنية للتنمية البشرية” التي ساهمت بدورها في انقاذ الكثير من القرى وساهمت في تنميتها، ويكفي أن نذكر ب قيمة “تيويزي” الأمازيغية التي عاد إليها المغاربة لمساعدة ضحايا زلزال الحوز…
التجربة الأمازيغية الرائدة المقترحة لتشجيع الشباب على الاستثمار في افريقيا باعتبارها مستقبل المغرب، هي تجربة أمازيغ مناطق تافراوت و ايت باها واسموگن والمناطق القريبة منها، وهي تجربة رائدة وناجحة استطاعت تشغيل الآلاف والآلاف من الشباب وخلقت دينامية في الاقتصاد المغربي وانتشلت آلاف الأسر من الفقر، وأوصلت العديد إلى الاستثمار الدولي ..
تعتمد التجربة على الفردانية وفي نفس الوقت على القيم الأمازيغية الجماعية، حيث يقوم الشخص بعد فتح محل تجارته بالمدينة (بمبادرة منه او بمساعدة أحد أفراد منطقته) باستدعاء من يساعده من أسرته أو من أبناء منطقته او من مناطق أخرى تتوفر فيه قيم الصبر والصدق والأمانة(أغاراس أغاراس)،
وعندما تتوسع تجارته يفتح محلا آخر يعهد لمعاونه إدارته بشراكة بينهما، لذلك يضطران لجلب معاون لكل منهما، وبهذه الطريقة تتوسع الاعمال ويتم تشغيل الآلاف من الشباب على مر السنوات لينتقل هؤلاء بدورها إلى مستثمرين وهكذا ينمو الاقتصاد الفردي والأسري والوطني ليبلغ الكثير منهم إلى الاستثمار الدولي..
نفس التجربة يمكن اعتمادها في تشغيل آلاف الشباب في افريقيا ليمتلكوا خبرة تؤهلهم لتأسيس شركاتهم ومقاولاتهم في هذه البلدان، وسيساهمون في تنمية بلدهم اقتصاديا وسياسيا واجتماعيا..
ولنجاح هذه التجربة يكفي الدولة أن تشجع المستثمرين المغاربة في افريقيا على مساعدة الشباب المغربي الراغب في العمل في افريقيا لاكتساب التجربة ومن تمة مساعدته على الاستثمار فيها على طريقة “فيفتي فيفتي” رابح رابح، فمساعدة الشاب بالخبرة والتوجيه وإشراكه في الاستثمار ليقف على رجليه أفضل بكثير من توظيفه كعامل او كمستخدم …
فاستنساخ التجربة الأمازيغية لتشغيل الشباب بافريقيا ومن تم انتقاله إلى الاستثمار فيها بمساعدة رجال الأعمال المغاربة بافريقيا تعتبر من بين السبل لخدمة هذا البلد تنموية واقتصادية وسياسيا وتشجيع الشباب على الانطلاق نحو الآفاق الدولية وتكوين لوبيات اقتصادية خصوصا في إفريقيا.
- ذ. الحسن زهور

تابعوا آخر الأخبار من أكادير اليوم على Google News