
محاضرة حول “أيت ملول، الجذور التاريخية” من تنظيم منتدى الأدب لمبدعي الجنوب ..
نظم منتدى الأدب لمبدعي الجنوب فرع أيت ملول في يومه 27 شتنبر 2025، بدار الحي امبارك أو عمر، محاضرة تحت عنوان:” أيت ملول، الجذور التاريخية”، ألقاها الأستاذ الفاضل جامع الزاهر وسيرها الدكتور رشيد أثر رحمة الله.
افتتح رئيس المنتدى الأستاذ سعيد جليل الجلسة بالترحيب وشكر الحاضرين وجماعة أيت ملول التي وفرت الفضاء وتفضلت بتوثيق المحاضرة إلى جانب قناة المزار 23، ليسلم بعدها الكلمة إلى المسير الذي عرّف بفضيلة المحاضر عبر سيرة ذاتية مختصرة لمساره التعليمي والمهني والأدبي، ومهد لموضوع المحاضرة، بتوطئة تاريخية عامة عن تاريخ سوس مستشهدا بالعلامة المختار السوسي.
بماذا يذكركم الحاجب وبماذا يذكركم أزرو؟ هكذا وبهذا السؤال الذي يربط المناطق بالذاكرة والتاريخ، اختار الأستاذ جامع الزاهر أن يبدأ إلقاءه، وأن يشد انتباه الحاضرين ويشوقهم للمعرفة والاستماع، ليغوص بعدها في حديث مستفيض بدأ بالأصول التاريخية التي تمتد من صنهاجة وهي ما يعرف بالأمازيغية بإزناكن التي تنتهي بطونها إلى سبعين بطنا كما جاء بذلك ابن خلدون.
عدد محاضرنا أربعة عناصر ينحدرون من سلالة واحدة: إسكورن وأيت ملول وأيت تغزوت وإلغياثن، الذين استقروا على ضفتي وادي سوس، فسكنوا الأرض واستوطنوها قبل الفتح الإسلامي بقرون ويرجع أصلهم إلى قبيلة “كسيمة”.
عرج فضيلته على ذكر أسماء كانت تطلق على بعض المناطق ثم اندثرت مع الزمان، مثل إيكي اسكورن في انزكان، وأكدال نايت ملول والتي تعني مكان تجمع الأشجار وكانت تطلق على غابة أيت ملول، وأمثلة أخرى لأسماء كثيرة سواء منها التي تلاشت، أو التي حرفت أحرفها كالتشيرة وغيرها، أما أيت ملول نفسها فقد ظلت صامدة باسمها، فلم ينل منها لا اللسان ولا اللغة ولا الزمان.
وقد فتح هذا الطرح تحسرا كبيرا على طوبينيميا المنطقة. لم يفت الأستاذ الكريم الحديث عن الدراسة في عهد الاستعمار وتقسيماتها والوقوف عند أسماء بعض المدارس والمدرسين كما جلب معه بعض الكتب التي كانت تعتمدها المناهج الدراسية آنذاك، تفحصها الحاضرون بفضول واندهاش كبيرين.
وقبل الختام فتح باب النقاش الذي أثرى هذه الجلسة التاريخية المتميزة، وكان من بين التوصيات التي خرج بها، توثيق الذاكرة الملولية انطلاقا من السرد الشفهي لمسني وشيوخ أيت ملول، والاهتمام بالتمثيل الطوبوغرافي لذاكرتها المكانية.
أما سؤال المتدخل الأخير فقد ظل مفتوحا، حيث تساءل عن مدى إسهام تغيير أسماء الأحياء بالمدينة في طمس الذاكرة الملولية وضرب مثالا بحي مولاي عمر الذي أصبح يسمى بحي السلام، متسائلا عن هذه الشخصية، هل كانت إحدى رموز الذاكرة الملولية.
وعلى هامش المحاضرة تم توقيع كتابين للأستاذ جامع الزاهر الأول بعنوان قبيلة كسيمة شذرات من التاريخ المتدثر بالظلام والثاني المقيدة المضبوطة مترجم عن مذكرات أسيرة هولاندية في المغرب من 1731 إلى 1743.
حضر هذا اللقاء مسؤول الثقافة بالمديرية الجهوية للثقافة بانزكان ونخبة من الأساتذة الأجلاء والمهتمين والمثقفين والفاعلين الجمعويين.

تابعوا آخر الأخبار من أكادير اليوم على Google News