
المدرسة في خطر: عندما يتحول محيط المؤسسات التعليمية إلى بؤر للتسيب والانحراف
- متابعة سيداتي بيدا//
في زمن يُفترض فيه أن تكون المدرسة حصنًا للتربية، والتحصيل، وبناء الإنسان، أصبحت اليوم المؤسسات التعليمية في المغرب، خاصة العمومية منها، محاصرة بظواهر خطيرة تهدد حاضر التلاميذ ومستقبلهم، وتضرب في العمق صورة التعليم وهيبته.
فمن تسيب بعض التلاميذ داخل الفصول الدراسية، إلى حالات الهدر المدرسي المتزايدة، مرورًا بـتعاطي المخدرات أمام أبواب المؤسسات التعليمية بل وفي بعض الأحيان داخلها، وصولًا إلى الاعتداء على الأطر التربوية والإدارية… واقع مؤلم يفرض دق ناقوس الخطر قبل أن تنفلت الأمور أكثر.
أصبحت تصرفات بعض التلاميذ تعكس انحدارًا أخلاقيًا وسلوكيًا خطيرًا. داخل الأقسام، هناك من يرفض التحصيل، ويصنع الفوضى، ويُمارس العنف اللفظي والجسدي، ليس فقط ضد زملائه بل أحيانًا ضد الأساتذة أنفسهم.
، تعرضت أستاذة تشتغل حارسة عامة بإحدى المؤسسات التعليمية بالعيون صباح اليوم لاعتداء همجي على سيارتها الخاصة، حيث أقدم أحد التلاميذ على تهشيم الزجاج الخلفي انتقامًا من قرارات تربوية انضباطية… مشهد صادم يكشف حجم الانفلات السلوكي الذي بات يهدد رجال ونساء التعليم في سلامتهم الجسدية والنفسية.
ما يقع أمام أبواب المؤسسات التعليمية لا يقل خطورة. شباب قاصرون يدخنون الحشيش ويتعاطون مواد مخدرة دون رقيب أو حسيب، وبعضهم يتفاخر بذلك. باعة متجولون، مروجون للمخدرات، متحرشون… أصبحوا جزءًا “عاديا” من المشهد الصباحي والمسائي أمام المدارس.
أولياء الأمور يتساءلون بمرارة: كيف نُرسل أبناءنا للتعلم وهم عرضة لكل هذه الأخطار؟ من المسؤول؟ وأين هي دوريات الأمن، وأين هي السياسات الوقائية؟
لا يمكن الحديث عن هذا الانفلات دون التوقف عند ظاهرة الهدر المدرسي، التي تعتبر حاضنة لكل هذه السلوكيات.
آلاف التلاميذ يغادرون مقاعد الدراسة سنويًا، دون متابعة أو إدماج، ليجدوا أنفسهم في الشارع، وسط رفاق السوء، وسهولة الوصول إلى كل أنواع الانحراف.
الأخطر أن المدرسة لم تعد جاذبة. نقص التجهيزات، ضعف التأطير، انعدام الأنشطة الموازية، وضعف العلاقة مع الأسرة… كلها عوامل جعلت المدرسة طاردة لا محتضنة.
الوضع يتطلب تدخلًا عاجلًا وجماعيًا. الدولة، الأسرة، المجتمع المدني، الإعلام، والفاعلون التربويون، جميعهم مطالبون بإنقاذ المدرسة المغربية من هذا السقوط الحر.
نطالب بــ تعزيز الأمن أمام المؤسسات التعليمية.
نطالب بــ سن قوانين لحماية الأطر التربوية من الاعتداءات.
نطالب ببرامج جدية لمحاربة الهدر المدرسي وإدماج المتعثرين
نطالب بحملات تحسيسية منتظمة داخل الموسسات حول أضرار المخدرات والعنف.
تطالب اخيرا بإعادة الاعتبار للمدرسة العمومية كمؤسسة للتربية قبل التعليم.
المدرسة ليست ساحة حرب وليست حلبة صراع وليست فضاء للضياع. المدرسة فضاء مقدس لبناء الامل وصناعة الغد …فإما ان نحميها اليوم او ننتظر جيلا ضائعا غدا.

تابعوا آخر الأخبار من أكادير اليوم على Google News