
الخاطرة الثورية إرادة المبدعين الغيورين على القضية الفلسطينية..
- بقلم: الدكتور الناقد أنس أمين//
في ظل النضال الفلسطيني الطويل، تتجاوز الخاطرة الثورية حدود التكريم الأدبي لتصبح تجسيداً لإرادة المبدعين الغيورين على القضية الفلسطينية.
لذلك تصبح الخواطر والقصائد شهادة أدبية ووجدانية كونية تشهد العالم على أن كلمة الحق يمكنها أن تغيّر المصائر، وتزرع الأمل في قلوب الحالمين بالحرية والعدالة، من منطلق هذا الرؤية فإن النصر قادم كما دبَّجَه المبدع العربي والمغربي فضيلة الأستاذ سعيد الهياق.
إن شعر المقاومة يضع الأدب المرتبط بفلسطين في مركز الصراع الإنساني، ليس فقط لإبراز معاناة الشعب الفلسطيني، ولكن لإعادة بناء ذاكرة عالمية في جبّة المقاومة تخلد قصص صمود المقدسيين والغزيين وباقي الشعب الفلسطيني الصامد أما غطرسة اليهود الصهاينة، وتسلط الضوء على حقيقة الاحتلال الإسرائيلي الذي حاول لعقود طمس الهوية العربية الفلسطينية وإخفاءها عن وعي العالم.
وعليه، تأتي هذه الخاطرة الهيّاقية لتعبر عن مدى قوة الأدب في مقاومة الظلم وإعادة إحياء الرواية الصمود الغزّي؛ فمن خلال الخاطرة وهي جنس أدبي يتضمّخ بالشعرية تُسجل قصص البطولة الفلسطينية وتُنقل للأجيال القادمة، لتظل قضيّة فلسطين رمزاً للشجاعة والغيرة والإباء والصمود، ذلك ما نبضت به خاطرة الشاعر سعيد الهياق التي ترجمت إباء قلمه ووجدانه على جهة ما هو صوت هصورٌ لكل من لا صوت له، وتفتح نافذة تشكيلية أمام العالم لرؤية عمق معاناة شعب يسعى لتحرير أرضه وحماية كرامته؛ وفي هذا الإطار، تمثل ” خاطرة النصر قادم للمبدع سعيد الهياق ” رسالةً إنسانية تذكرنا بأن الصمت أمام الظلم هو مشاركة جائرة في حقه، وبأن كل كلمة، كل كتاب، كل خاطرة هي خطوة نحو الحق الذي يُشظّي الظلم وظلم الصمت.
تتجلى أهمية هذه الخاطرة في تلهيب الشعوب والمثقفين حول قضية عادلة، وكسر الحواجز الثقافية والسياسية التي قد تفصلهم، ليتحدوا في لغة إنسانية مشتركة من خلال الإبداع الثوري الأدبي، هذه الإبداعات الأدبية، التي تتنوع بين الرواية والشعر والسيرة وخصوصا الخاطرة، تمثل جسوراً تمتد من قلوب المبدعين بكل صدق وعفوية إلى قراء العالم، لتخلق وعياً أعمق بقضية فلسطين، ولتكشف أمام الإنسانية عمق الآلام ووتوثّب الشجاعة الفلسطينية.
إن هذه خاطرة (النصر قادم) للمبدع سعيد الهياق تشكل ذاكرة مقاومة، تُحافظ على الروح الفلسطينية وتمنع محاولات محوها من خلال استشراف الشاعر المغربي الهياق آفاق نصر قادم لا محالة من خلال أحقية وآمال المظلومين، إذ عن الشاعر الهياق يُلمِّع أنّ العدالة وإن تأخرت، ستجد طريقها في النهاية إلى نصر يقيني يحفر اسمه في ذاكرة التاريخ، التي تنهد إلى أن حرية الشعوب وكرامتها لا تعرف النسيان، وأن كل خاطرة ثورية تُكتب هي لبنة في جدار المقاومة، هكذا تبقى الخواطر في زمن الاستبداد صوت الحق، ويبقى القلم الذي نسج هذه الخواطر سلاحاً لا ينكسر، بل يسجل الحقيقة ويحفِّز الضمير العالمي نحو العدالة السياسية والكونية، وذلك من خلال تأكيده أن فلسطين ليست مجرد قضية عابرة، بل هي رمز للحرية والعدالة التي يستحقها كل يعْرُبِي بَلْهَ كل إنسان.
وعليه، فإنّ خاطرة (النصر قادم) من خلال معجمها الثوري؛ تأكيد على أن الأدب قادر على أن يكون صرخة الحقّ ووسيلة لمواجهة الطغيان والظلم، وركيزة لدعم حقوق الإنسان وقيم العدالة التي تحكي عن شجاعة الفلسطينيين وصمودهم وغيرة المغاربة منذ القديم الذين لم يُأْلُ أن يقدموا في كل المحافل العروبية رسالة واضحة بأن الحرية ليست حلمًا مستحيلًا، بل حق يستحق الكفاح المستمر من خلال استشراف قدوم النصر لا محالة.
وبالجملة، فإن خاطرة المبدع سعيد الهياق، صيغت جملها ببلاغة مرهفة جماليا قوية تعبيريا تنهدُ بمحسنات بديعية متن خلال معجم ثوري ينبجس بجسارة التعبير وقوة الرؤية ما يجعل قارئها يلتهب بانفعال وجداني وتدفق عاطفي ينبجس غيرة وعروبة وتفاؤلا بنصر قادم تحققه الجحافل الفلسطينية رجالا ونساء وأطفالا فضلا عن مؤازرة الأوطان العربية والإسلامية بخاصة المملكة المغربية التي يرأس ملكها لجنة القدس، وعلاوة عن تعاطف وغيرة المغاربة على القضية الفلسطينة أرض المحشر،
ولعل الشاعر سعيد الهياق غيض من فيض من المبدعين المغاربة، فحسْبُ خاطرته (النصر قادم) مبادرات وجداني وثقافية تزرع بذور الوعي وتحيي ضمير الإنسانية، لتكون قضيّة فلسطين ليست قضية شعب فحسب، بل قضية كل من ينشد العدل والسلام في العالم. هكذا، تبقى الخاطرة الهيّاقية جسرًا بين القلم والبندقية، بين الحلم والحقيقة، بين المقاومة والنصر لتكتُبَ هذه الخاطرة المُدجّجة بالعروبة، أن العدالة قد تُؤجَّل لكنها لن تُمحى والنصر قد يتأخّر لكنه قادم.

تابعوا آخر الأخبار من أكادير اليوم على Google News