
بعد وفاة طفل في العيون..هل تُصبح الهواتف أهم من الأبناء؟
- متابعة: سيداتي بيدا//
في مشهد يقطّع القلب ويبعث على الحسرة، لفظ طفل صغير أنفاسه الأخيرة بجماعة فم الواد – إقليم العيون، بعدما تحول لعبه البريء مع أقرانه إلى فاجعة مأساوية، حيث قام أطفال – دون وعي أو إدراك – بملء فمه بالتراب، مما أدى إلى اختناقه ووفاته في لحظة.
هذه الحادثة المفجعة ليست فقط نتاج براءة صبيانية طائشة، بل هي نتيجة مباشرة ومؤلمة لإهمال أسري فادح، يُغلفه انشغال أمهات وآباء بهواتفهم الذكية، الغارقين في عوالم “اللايك” و”الستوري” و”المحتوى الفارغ”، بينما أطفالهم فلذات أكبادهم يواجهون الحياة لوحدهم، دون رقيب ولا توجيه.
لقد صار مشهد الأم أو الأب المنكبين على شاشة الهاتف، غير آبهين بما يجري حولهم، مشهدًا مألوفًا حد الألم. تُرك الأطفال دون مراقبة، دون توعية، دون تربية فعلية، لأن “الانستغرام” و”التيك توك” و”الواتساب” سرقوا منهم دورهم التربوي والإنساني.
ما حدث في فم الواد يجب ألا يُنظر إليه كحادث معزول، بل كناقوس خطر يُدق بشدة. لأن الأطفال، مهما بلغوا من الذكاء، يحتاجون للرعاية والتوجيه الدائم. وما كان لطفل في الخامسة أن يُفارق الحياة بهذه الطريقة المفجعة لو كانت أعين الراشدين يقِظة، وقلوبهم حاضرة، لا غائبة خلف الشاشات.
نعم، مواقع التواصل أصبحت جزءًا من واقعنا، لكن متى كانت “الترفيه الرقمي” أسمى من روح طفل؟ متى أصبحت شاشة الهاتف أهم من حياة إنسان صغير، لا يملك من أمره شيئًا؟
لقد آن الأوان لوقفة حقيقية مع الذات، لكل أم وكل أب. الأطفال أمانة، لا نُحاسب فقط على تربيتهم، بل على غفلتنا عنهم. والهواتف لا تُعذرنا يوم يقع ما لا يُحمد عقباه.
رحم الله الطفل البريء، وجعل مصابه تنبيهًا صارخًا لكل من غفل، لكل من استبدل عيون أطفاله بشاشة باردة لا تُنذر بخطر ولا تهمس بتحذير.
استفيقوا، فالحياة الحقيقية ليست على الهاتف… بل في عيون أبنائكم.

تابعوا آخر الأخبار من أكادير اليوم على Google News