
الفنان مولود موملال: جمالية الغناء الأمازيغي وفاعليته التوعوية
- حُستي محمد //
يُعد الفنان مولود موملال ، ابن قبيلة آيث امحنذ جماعة العنوصر بإقليم آيث يوسي، أحد أبرز المبدعين الشباب في المجال الغنائي الأمازيغي بالأطلس المتوسط . وقد نشأ في بيئة غنية بالتراث الموسيقي والشعري، حيث شكلت قرية آيث امحنذ فضاء اجتماعيا وثقافيا كانت بمثابة المحيط و المصدر الأساسي لتكوين حسه الفني وتسطير منهجه الخاص في الغناء والاداء الامازيغي ، وهو ما انعكس إيجابيا على أسلوبه المتميز في الأداء والغناء والعزف على آلة الكمان، التي أحاطت مسيرته الفنية منذ بداياته طفولته .
يتمتع غناء الفنان الشعبي مولود موملال بخصوصية فنية تجمع بين الحداثة والمحافظة على التراث الامازيغي الأصيل ، فهو يسعى دائما إلى تطوير الأغنية الأمازيغية من خلال دمج الأساليب الموسيقية التقليدية مع حس جمالي معاصر متناغم مع جميع الفئات المستهلكة لهذ النوع من الفن الامازيغي الشعبي ، ما جعله يحظى بحضور قوي في الساحة الفنية المغربية وبالأطلس المتوسط خصوصا . ويتميز أسلوبه بالغنى اللحنّي في اختيار المقامات الجيدة والمناسبة لأسلوبه الفني ,وله القدرة والكفاءة القصوى على توظيف الإيقاعات الشعبية المحلية لتعزيز مضمون الرسائل الثقافية والاجتماعية التي يحملها للمجتمع .
تمثل موضوعات أغاني الفنان مولود موملال جسرًا جماليا وصوفيا يوازي بين الترفيه والتثقيف ، إذ تتناول قضايا الهوية الثقافية الأمازيغية في عمقها الوجودي ، وأكد بشدة للحفاظ على التراث الأمازيغي العريق بصفة إنتاج إنساني ، وتعزيز القيم الإنسانية والاجتماعية، بالإضافة إلى طرح قضايا الشباب والتحديات اليومية في المجتمع الأطلسي والمغربي. وتظهر قدرته على توظيف الغناء كأداة توعوية تربوية في معالجة القضايا الثقافية والاجتماعية للمجتمع الأمازيغي ، ما يجعله صوتًا جديدا متناغم مع أهدافه الهوياتية فنيًا ومتفاعل ومؤثر أساسي في وعي المستهلكين للأغنية الأمازيغية التقليدية الأصيلة ، سواء في الأجيال الشابة أو الكبار.
وعلاوة على ذلك، فإن دوره في دعم الفرق الموسيقية الشبابية الأمازيغية المحلية وإسهامه في تنمية مواهب الشباب بالمنطقة يعكس التزامه بالمجتمع وترسيخ الثقافة الأمازيغية من خلال فن الغناء . ويظل الفنان مولود موملال، بموهبته الصامتة وخجله الفني أساس حمل مشعل الرواد ، ورمزًا للتميز الفني في قبيلته ومنطقته، وسفيرًا للأغنية الأمازيغية في الأطلس المتوسط وخارجه .
خاتمة:
يمكن القول بأن تجربة الفنان الشعبي الأمازيغي مولود موملال الفنية تجسد التلاقي بين الأصالة والابتكار والبحث والتجريب المستمر في أركيولوجيا الثقافة والشعر والفن الأمازيغي ، وهو ينغمس بين التمسك بالهوية الثقافية الأمازيغية والانفتاح على الجماليات الموسيقية الحديثة التي تفرضها الوسائل التكنولوجية والمعرفية الجديدة ، ما يجعله من أبرز الفنانين الشباب الذين يسهمون في توعية الجمهور وتقديم مضامين تحترم جميع الأذواق وفي مسعاه هدف تثمين التراث الفني الأمازيغي عبر الفن الغنائي الراقي والمسؤول.

تابعوا آخر الأخبار من أكادير اليوم على Google News