
هجوم إسرائيل على قطر: ضربة للسلم العالمي وعجز أممي أمام تصعيد خطير..
تصعيد غير مسبوق:
في تطور خطير يوم 9 شتنبر 2025، شنت إسرائيل هجومًا جويًا على قادة حركة حماس في العاصمة القطرية الدوحة، مستهدفة وفدًا تفاوضيًا كان منخرطًا في محادثات وقف إطلاق النار بوساطة قطرية–أمريكية–مصرية. هذا الحدث مثّل سابقة خطيرة، كونه أول اعتداء عسكري مباشر على الأراضي القطرية، الدولة الحليفة للولايات المتحدة، مما اعتبره مراقبون “خرقًا سافرًا لسيادة دولة مستقلة وعضو فاعل في المنظومة الأممية”.
ردود فعل دولية غاضبة:
أثار الهجوم موجة إدانات واسعة عبر العالم. فقد أدانت قطر العملية ووصفتها بالعمل “الجبان” الذي يقوّض أي مسعى للسلام. كما أصدرت السعودية والإمارات وتركيا وإيران بيانات تنديد، معتبرة أن استهداف الأراضي القطرية يشكل تهديدًا مباشرًا للاستقرار الإقليمي. أما الأمم المتحدة، فقد عبّر أمينها العام أنطونيو غوتيريش عن “صدمته العميقة”، محذرًا من أن هذا التصعيد قد يفتح الباب أمام مواجهة إقليمية مفتوحة تهدد الأمن والسلم الدوليين.
عجز الأمم المتحدة:
ورغم الإدانات، برز عجز واضح للأمم المتحدة عن اتخاذ إجراءات عملية لردع هذا التصعيد. مجلس الأمن فشل، كعادته، في إصدار قرار ملزم بسبب الانقسامات بين القوى الكبرى، وهو ما يعكس قصور المؤسسة الأممية في حماية السلم العالمي في مواجهة الدول المتمردة على الشرعية الدولية.
إسرائيل وحماس: وجهان لتهديد واحد:
ورغم أن الهجوم الإسرائيلي جرى على أرض قطرية، إلا أن حركة حماس بدورها لا تخلو من المسؤولية في تهديد الاستقرار العالمي. فخطابها المسلح وارتباطها بأجندات إقليمية يزيد من تأجيج النزاع ويغذي دوامة العنف. وبذلك، تجد المنطقة والعالم نفسيهما بين قوتين تمارسان منطق “الإرهاب”: إسرائيل بسياساتها العدوانية التي تضرب عرض الحائط بالقانون الدولي، وحماس بخطابها الراديكالي الذي يزجّ المدنيين في أتون حرب لا تنتهي.
تداعيات على السلم العالمي:
هذا الهجوم يمثل منعطفًا في مسار الصراع بالشرق الأوسط. فقد انهارت المفاوضات التي كانت قريبة من التوصل إلى صيغة لوقف إطلاق النار في غزة، وارتفعت مؤشرات التوتر إلى مستويات خطيرة، تنذر بانفجار قد يتجاوز حدود المنطقة ليؤثر على أسواق الطاقة والاقتصاد العالمي. كما يُضعف هذا التطور الثقة في الوساطات الدبلوماسية، ويعمّق صورة الأمم المتحدة كجهاز عاجز عن فرض القانون الدولي.
الهجوم الإسرائيلي على قطر لا يعبّر فقط عن تصعيد عسكري في صراع محلي، بل يكشف عن مأزق عالمي: نظام دولي متآكل، وأمم متحدة عاجزة، وقوتان – إسرائيل وحماس – تهددان السلم العالمي بخطاب القوة والتدمير بدل الحوار والتسوية. إن استمرار هذا المسار يضع العالم أمام اختبار حقيقي لمصداقية منظومة الأمن الجماعي التي تأسست بعد الحرب العالمية الثانية.

تابعوا آخر الأخبار من أكادير اليوم على Google News