أكادير تحتضن مركز إنتاج الحشرات العقيمة لحماية المحاصيل الزراعية..

من المرتقب أن تحتضن مدينة أكادير، مركزا وطنيا لإنتاج الحشرات العقيمة، في إطار جهود المغرب لمكافحة الآفات الزراعية وتعزيز الأمن الغذائي، حيث تم إحداث منشأة متطورة للتربية المكثفة، مخصصة لإنتاج ذكور عقيمة من ذباب البحر الأبيض المتوسط باستخدام تقنيات الإشعاع.

وتبلغ القدرة الإنتاجية لهذه المنشأة حوالي 130 مليون ذبابة عقيمة أسبوعيا، وهو ما يغطي مساحة تقدر بـ 180 ألف هكتار في منطقة سوس التي تشكل القلب النابض لإنتاج الحمضيات بالمغرب.

ويقوم مبدأ هذه التقنية، المعروفة بتقنية الحشرة العقيمة، على تعقيم الذكور وإطلاقها في الحقول لتتزاوج مع الإناث البرية دون أن تترك نسلا، مما يؤدي إلى كسر دورة تكاثر الآفة والحد من انتشارها تدريجيا.

وتعد هذه الطريقة البيولوجية المستدامة بديلا فعالا عن المبيدات الكيميائية التي يثير استخدامها جدلا واسعاً بسبب انعكاساتها الصحية وتراجع فعاليتها بفعل مقاومة الحشرات.

وتأتي هذه الخطوة في سياق تعاون طويل الأمد بين المغرب والوكالة الدولية للطاقة الذرية ومنظمة الأغذية والزراعة، ضمن مبادرة “الذرات من أجل الغذاء” التي تهدف إلى تعزيز الأمن الغذائي من خلال استخدام التقنيات النووية في الزراعة.

وساهم هذا التعاون في دعم المملكة بإنشاء شبكة وطنية لرصد الآفات وإجراء التجارب الأولى على تقنية الحشرة العقيمة، ما مكنها من الانتقال إلى مرحلة التعميم والتوسع.

وأكد إدريس باريك، مدير قسم الصحة النباتية بالمكتب الوطني للسلامة الصحية للمنتجات الغذائية، أن هذه الهياكل الجديدة ستوفر أداة فعالة لمكافحة ذباب البحر الأبيض المتوسط، والحد من أضراره، وتسهيل تجارة الحمضيات وتحسين جودتها.

من جانبه شدد اتحاد منتجي الحمضيات بالمغرب على أن هذه المقاربة لا تستجيب فقط لمتطلبات الحفاظ على البيئة، بل تعزز أيضا تنافسية الصادرات المغربية في ظل ارتفاع معايير الأسواق العالمية.

وأشار روي كاردوسو بيريرا، عالم الحشرات في المركز المشترك بين منظمة الأغذية والزراعة والوكالة الدولية للطاقة الذرية، إلى أن تفشي ذبابة Bactrocera dorsalis في إفريقيا منذ سنة 2003 تسبب في خسائر كبيرة وصلت في بعض الحالات إلى 90 في المائة من المحصول، وأدى إلى إغلاق أسواق دولية عديدة أمام الفاكهة الإفريقية، ما يجعل من اعتماد حلول علمية طويلة الأمد خيارا لا محيد عنه.