الثقافة

بورتري : الحسين أجكون المناضل، المقاوم، الملتزم، والشاعر الإنسان،  والفنان التشكيلي..   

  • بقلم : محمد فراح //     

كتب الأستاذ محمد فراح هذه الكلمات بمناسبة تكريم إحدى الجمعيات للأستاذ الحسين أجݣون، وعنونها ب  “في تكريم ذ الحسين أجݣون”.. ننشرها كاملة على شكل بورتري لسي الحسين أجكون.

  ترجع معرفتي بالصديق الحسين أجݣون إلى الموسم الجامعي 1971/72، حين كنت طالبا بفرع كلية آداب الرباط، بفاس.   حيث بادرت، بمعية الصديق محمد الصابري، طالب من الناظور، بمنطقة الريف،  للدعوة لتأسيس أول حركة طلابية أمازيغية، كان أبرز أعضائها محمد البوتكمانتي من الناظور، وأحمد الرشدي من الدريوش، وكلامها  من منطقة الريف، وإيدار بن الشيخ، وإدريس رشيد، من ءايت واوزݣيت، بإقليم ورزازات، وأحمد بوزيد، وعمر أماريرمن سوس.

   وقد توجت تلكم الحركة بالمطالبة بتدريس اللغة الأمازيغية بكلية الآداب، بدل اللغة الفارسية التي كانت تدرس بالسنتين الثالثة والرابعة. وذلك بمناسبة مراجعة مناهج الكلية. 

 وقد فوجئ أعضاء مكتب الجمعية المغربية البحث والتبادل الثقافي، في الرباط بالخبر، فجاءوا لزيارتنا في فاس. وكان الصديقان المرحومان، علي صدقي أزايكو( كان لايزال في الجمعية) وإبراهيم أخياط، وأخرون، في الزيارة الأولى، في حين كان الحسين أجݣون والحسين أيت باحسين، وآخر، لا أتذكر اسمه، بمعية المرحوم أخياط، في الزيارة الثانية.

  وقد عرفت ذ الحسين أجكون، منذ ذلك الوقت مناضلا في الحركة الأمازيغية، ومشاركا في فعالياتها.

     وبالإضافة إلى نشاطه العملي المتمثل في المشاركة في مختلف الأنشطة التي كانت تقوم بها الجمعية المغربية للبحث والتبادل الثقافي، طيلة عقود من الزمن، ومشاركاته في الأنشطة التي تنظمها الجمعيات الأمازيغية التي ظهرت في الساحة الوطنية، لاحقا، وخصوصا الجامعة الصيفية بأݣادير، التي كان عضوا في مكتبها الإداري، ناضل الحسين أجݣون على المستوى الأدبي، بالشعر؛ فبطبيعة شخصيته الإنسانية المرهفة، أبدع قصائد كثيرة، أصدر منها ثلاثة دوانين شعريين، هما:

1- IZuran n tudrt 

2- Tizlfin n ulili

3- Tijddiguin n imal 

1- ايزوران ن تودرت

2- تيزلفين ن اوليلي 

3- تيجديكبن ن ايمال.

    وديوانا ثالثا خصصه للأطفال، وهو  بعنوان: تيجديكبن ن ايمال.

Tijddiguin n imal

  كما أتنتج عددا من القصائد، بعد إصدار تلك الدواوين.

  وجاء شعره ملتزما، مكرسا لخدمة القضية الأمازيغية. وبسبب ذلك جاء خطابه الشعري مباشرا، مدافعا، ومنتقدا، هجوميا، أحيانا. ومع ذلك، وبسبب رهافة شعوره الإنساني المتماهي مع موقفه المقاوم، لا يملك المتلقي إلا أن يكون مأسورا، في فضاء أجݣون الشعري الخاص.  فاللتجربة الشعرية عنده مذاق خاص:                        

   فشعره على مستوى الوزن والإيقاع، لا هو بالملتزم، دائما، بالأوزان المألوفة في الشعر الأمازيغي، ولا هو بالمتحلل منها، الخارج عنها، كلية. وتتراوح الجملة الشعرية عنده، بين الطول العادي والقصر. كما أن التكرار، تكرار مطالع أجزاء القصيدة تارة، وتكرارمقاطع قصيرة، تارة أخرى، وتكرار كلمات بعينها، أحيانا أخرى، ظاهرة في شعره. غير أن التكرار لا ياتي عنده متكلفا، بل عفويا تلقائيا، مساهما في بناء المعنى ونموه.  

    وهناك جانب آخر في شخصية أجݣون، هو ولعه بإنتاج أشكال جمالية من أشياء. ومواد بسيطة، مفردة، ومركبة، يضفي عليها، بالألوان، صبغة فنية وجمالية رائقة.

    تلكم هي الصورة المجملة لشخصية الحسين أجݣون، ونراه فيها رائدا        من رواد الحركة الأمازيغية، في جيلها االأول، حركيا في أنشطتها، كما نراه خلالها شاعر ملتزما بقضاياها، و مفنا ذا حس فني تشكيلي متميز. فهوالمناضل، المقاوم، الملتزم، والشاعر الإنسان،  والفنان التشكيلي.                  

          

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى