الجامعة الصيفية لمؤسسة سعيد أشتوك: “تيرويسا، المجتمع، الذاكرة والتاريخ” ببيوكرى

عرفانا بموروث الفنان سعيد أشتوك، تعلن مؤسسة سعيد أشتوك بدوار بيزوران ـ جماعة سيدي بوسحاب إقليم أشتوكة أيت باها عن تنظيم فعاليات الدورة الأولى للجامعة الصيفية لفن تيرويسا، حول موضــــــوع “تيرويسا، المجتمع، الذاكرة والتاريخ.” وذلك يوم السبت 06 شتنبر 2025 بالمركز الثقافي الرايس سعيد أشتوك ببيوگرى إقليم أشتوكة أيت باها، وفق البرنامج والأرضية:

الأرضية النظرية للدورة

 الفنون والهوية:

   للفنون والهوية علاقة تفاعلية تعبر عن الشخصية الثقافية الهوياتية للمجتمع الذي احتضن الفنون، كتعبيرات بشرية تساهم في الحفاظ على التراث الثقافي واللغوي وتعزز الوعي بالذات الهوياتية للفنان الإنسان وللمجتمع الذي يحتضنه ويوثق بواسطته ذاكرته وتاريخه، مساهما في انسجامه الاجتماعي ومعززا للتفاهم بين التعابير الثقافية والإبداعية للمجتمع، بما يتيحه الإبداع الفني للأفراد من خلفيات متنوعة للمشاركة والاستمتاع بالتجارب المتبادلة المشتركة، وبالتالي بناء وإغناء الهوية الشخصية والجماعية والمساهمة في الوعي العام للحفاظ عليه. 

   لم تكن الفنون الأمازيغية بكل تجلياتها وتعابيرها بمعزل عما هو متعارف عليه عالميا وإنسانيا، من حيث هي فعاليات تشاركية تفاعلية بين المبدعين والجمهور المتلقي، إذ عن طريق الفنان والفن يعرف الشعب الأمازيغي بذاته الهوياتية عبر مراحل تواجده واستقراره في أرض تامازغا، وبواسطة تعبيراته الفنية حافظ الإنسان الأمازيغي على كينونته ولغته وحضارته في الوقت الذي تعرضت فيه الملامح والتعابير الحضارية الأمازيغية للاختلاس والتزوير والطمس والتتفيه، خصوصا في فترات الاستعمار المباشر وغير المباشر.

   يعتبر فن تيرويسا نموذجا يمكن أن يحتدى به في إبراز ما يعتمل داخل مجتمعات الأطلسين الكبير والصغير وسهل أشتوكن وواحات درعة وإيحاحان …، حيث عبر الممارسون لفن تيرويسا شعرا ورقصا وأداء عن آلام وآمال وتطلعات وعواطف الشعب الأمازيغي بهذه الربوع من بلدنا المغرب، إذ بواسطة هذا الفن يتم الارتقاء والسمو بالسلوك الجمعي وتوعيته وتعبئته ليكون في مستوى مواجهة المحن بمزيد من الصمود والتفاؤل بالقادم الأفضل …

  استمد فن تيرويسا أصالته من تاريخه العريق ومعايشته للرقصات الأمازيغية الجماعية المنضوية تحت لواء أحواش، مما شكل تكاملا على مستوى الإبداع الأمازيغي، تكامل شارك في صياغته الفنان والفنانة بشكل منح لفن تيرويسا جاذبية ومواكبة من الجماهير الواسعة، قبل أن يتطور عبر تراكم السنوات وتظافر التجارب حتى عصر التسجيل، موظفا اللغة الأمازيغية ومانحا لها الروح الإبداعية على مستوى الكلمة واللحن والأداء. 

  وتعتبر مؤسسة سعيد أشتوك التي تأسست يوم 26 غشت 2023 امتدادا للزخم الذي راكمته فعاليات الحركة الجمعوية الأمازيغية منذ الستينات، والتي وضعت ضمن أهدافها ترقية وجمع وتدوين وتحصين وتثمين التراث بشقيه المادي واللامادي، وخصوصا ما له علاقة بفن تيرويسا وبشخصية الفنان سعيد أشتوك الذي تحمل المؤسسة اسمه، وكذلك فسح المجال لبزوغ مثقفين ونخبة عالمة ذات وعي مغاير للتراث الفني الأمازيغي تتناول فن تيرويسا بنظرة أكاديمية، كما تعتبر هذه الندوة تنزيلا للتوصيات المنبثقة عن الندوة العلمية ليوم 07 شتنبر 2024، سواء منها ذات الصلة بالمؤسسات العمومية والشبه العمومية، أو ذات الصلة بأجهزة مؤسسة سعيد أشتوك، أو ذات الصلة بمنظمات وهيئات المجتمع المدني، وكان لابد من التفكير في أسلوب فعال لتفعيل الممكن من التوصيات الطموحة، وخصوصا على المستوى الأكاديمي، فكان اقتراح فعاليات جامعة صيفية تابعة لأنشطة مؤسسة سعيد أشتوك خلال جلسة عمل بتاريخ 29 مارس 2025 حول فن تيرويسا لكونه فضاء حاضنا للعلامة الشعرية وكونه، كذلك، ممارسة لها بعدين اجتماعي وأنتربولوجي، يتفاعل معه ويحاوره، ولكونه أيضا ذاكرة اشتغلت مجموعة من الأعلام المغربية على رهان استدامته ونقله عبر الأجيال ليتحقق نوع من العدوى الخلاقة لاستدامة الذاكرة وتدوينها.

  وقد أختير لهذه الدورة موضوع: تيرويسا، المجتمع، الذاكرة والتاريخ، وذلك من خلال محاور ستتناولها الدورة التي تنظم عرفانا بموروث الفنان: سعيد أشتوك، والمحاور هي:

 ــ المحور الأساسي: الفنون والهوية.

 ــ المحاور الفرعية:

 ــ الفن والسلطة في مطلع القرن العشرين.

 ــ مقاربات في السيميائيات الثقافية ل: تيرويسا.

 ــ الشعر والشاعر في تجربة الروايس: دراسة في النماذج المعرفية المؤمثلة. 

 ــ دور الروايس في بناء المخيال الجمعي في سوس.

 ــ الذات والآخر في شعر الروايس.

 ــ مع محمد بن يحيى أوتزناخت: ذكريات وتأملات.

ــ تارايسن والممارسات الرمزية الأمازيغية.

ــ من فن أجماك إلى تيرويسا.

 ــ مرحلة التسجيل: تيرويسا وبداية الانتقال.