
إعادة ترميم سور مدينة تارودانت التاريخي..

في إطار برنامج إعادة بناء وتأهيل المناطق المتضررة من زلزال الحوز، انطلقت بشكل رسمي أشغال إعادة ترميم سور مدينة تارودانت، إحدى أقدم المعالم التاريخية في المغرب والعالم، والممتد على طول يقارب 7 كيلومترات.
المشروع، الذي تبلغ كلفته الإجمالية حوالي 40 مليون درهم، ستتكلف وكالة تنمية الأطلس الكبير، المحدثة بموجب المرسوم بقانون رقم 2.23.870، بتنفيذه، ويشمل إعادة تهيئة أبواب تاريخية بارزة كـ “باب الخميس”، و”باب بونونة” و”باب الزركان.”
هذا الورش الهام يأتي بعد أكثر من ثلاث سنوات ونصف من المرافعة البرلمانية التي تقدمت بها النائبة البرلمانية نعيمة الفتحاوي، حيث طرحت سؤالاً آنذاك على وزير الشباب والثقافة والتواصل حول الوضعية المقلقة للسور، مشيرة إلى أنه تعرض لترميمات عشوائية في السابق دون إشراك الخبراء، مما شوه معالمه وأدى إلى تهديد بعض أجزائه بالانهيار.
النائبة شددت حينها على ضرورة العمل الجاد لتسجيل السور ضمن لائحة “التراث العالمي”، لما له من قيمة تاريخية تعود إلى ما قبل الفتح الإسلامي للمغرب.
وفي تعليقها على انطلاق أشغال الترميم، عبرت البرلمانية عن سعادتها باستجابة الوزارة لمطلبها، مؤكدة على أهمية احترام المعايير التقنية والعلمية المعتمدة في ترميم المآثر التاريخية الكبرى، حتى يحافظ السور على أصالته وهويته.
كما نبهت إلى أن الغلاف المالي المرصود، رغم أهميته، يبقى أقل بكثير من مشاريع مشابهة، على غرار مشروع ترميم قصبة “أكادير أوفلا” الذي خصصت له اعتمادات مالية تجاوزت 120 مليون درهم.
ويُنتظر أن يشكل ترميم سور تارودانت خطوة أولى نحو إدراجه رسمياً ضمن لائحة التراث العالمي لليونسكو، في إطار عمل مشترك يجب أن تنخرط فيه جماعة تارودانت وجهة سوس ماسة ووزارة الشباب والثقافة والتواصل، حتى تستعيد المدينة العتيقة إشعاعها الحضاري ومكانتها كواحدة من أهم الحواضر التاريخية بالمغرب.

تابعوا آخر الأخبار من أكادير اليوم على Google News