
سنواصل مسارنا رغم كيد الأعداء وحقد الحاسدين
(.. إنهم لا يريدون أن يفهموا، بأن قواعد التعامل تغيرت، وبأن دولنا قادرة على تدبير أمورها، واستثمار مواردها وطاقاتها، لصالح شعوبنا.
لذا، تم تجنيد كل الوسائل الممكنة، الشرعية وغير الشرعية، وتوزيع الأدوار، واستعمال وسائل تأثير ضخمة، لتوريط المغرب، في مشاكل وخلافات مع بعض الدول.
بل هناك تقارير تجاوزت كل الحدود. فبدل أن تدعو إلى دعم جهود المغرب، في توازن بين دول المنطقة، قدمت توصيات بعرقلة مسيرته التنموية، بدعوى أنها تخلق اختلالا بين البلدان المغاربية.
كما دبروا حملة واسعة، لتشويه صورة مؤسساتنا الأمنية، ومحاولة التأثير على قوتها وفعاليتها، في الحفاظ على أمن واستقرار المغرب؛ إضافة إلى الدعم والتنسيق، الذي تقوم به في محيطنا الإقليمي والدولي، باعتراف عدد من الدول نفسها.
ورب ضارة نافعة؛ فمؤامرات أعداء وحدتنا الترابية، لا تزيد المغاربة إلا إيمانا وإصرارا، على مواصلة الدفاع عن وطنهم ومصالحه العليا.
وهنا نؤكد بأننا سنواصل مسارنا، أحب من أحب، وكره من كره، رغم انزعاج الأعداء، وحسد الحاقدين.)
تعمّدت الإتيان بهذه الفقرة – رغم طولها – من خطاب لجلالة الملك يعود إلى 20 غشت 2021 وباربع سنوات من الآن ما زالت صالحة لحد اليوم كأجوبة مباشرة لكل هذه الاجندات الخارجية التي لم تيأس بعد في مواصلة الهجوم على المملكة المغربية وبمختلف الأساليب بين الإشاعة والبفركة أو إعادة تدوير ما سبق كلما سجل المغرب انتصارا في مجال من المجالات..
بل الفقرة نفسها تؤكد ان بلدنا وعلى لسان أعلى سلطة مدركة بخيوط اللعبة وخلفية أهدافها والفاعلين وراء كواليسها من أجل فرملة تقدم المغرب كما جاء في تقرير استخباراتي ألماني تحت عنوان ( أوقفوا تقدم المغرب.. لانريد تركيا جديدة غرب البحر الأبيض المتوسط) 2019
وهو ما أشار اليه جلالته في الفقرة أعلاه:
( هناك تقارير تجاوزت كل الحدود، فبدل أن تدعو لدعم جهود المغرب في توازن بين دول المغرب قدمت تصورات بعرقلة مسيرته التنموية بدعوى أنها تخلق اختلالا بين البلدان المغاربة)
هي اربع سنوات تفصلنا عن هذا التقرير.. وهي سنوات عجاف على المستوى العالمي ببن كورونا والحرب الأوكرانية الروسية وداخليا زلزال الاطلس مع أزمة الجفاف وغيرها من عوامل أخرى خرج منه المغرب منتصرا على المستوى الدبلوماسي ومتعافياً على المستوى الإقتصادي لخصها جلالته في خطاب العرش الأخير :
(.. فما حققته بلادنا لم يكن وليد الصدفة، وإنما هو نتيجة رؤية بعيدة المدى، وصواب الاختيارات التنموية الكبرى، والأمن والاستقرار السياسي والمؤسسي، الذي ينعم به المغرب… كما يشهد المغرب نهضة صناعية غير مسبوقة، حيث ارتفعت الصادرات الصناعية، منذ 2014 إلى الآن، بأكثر من الضعف، لاسيما تلك المرتبطة بالمهن العالمية للمغرب)
هذا جواب مباشر عن فشل مشروع إيقاف صعود الأمة المغربية لذلك كان طبيعيا ان يتم توجيه بوصلة الهجوم اتجاه المؤسسة الضامنة للاستقرار والوحدة للشعب المغربي منذ قرون خلت كما في عنوان مستفز لجريدة لومند الفرنسية هذا اليوم
( أجواء نهاية فترة محمد السادس) جعلت من مرض المغرب نقطة محورية لتبرير هولساته التي لا تخرج إطلاقا عما كتبه الصحفي الإسباني إغناسيو المعروف بعدائه للمغرب قبل سنوات..
وفي هذا الإطار ساحاول ان اذكر هيئة التحرير بجريدة لومند بعنوان مماثل مباشرة بعد موت المرحوم الحسن الثاني ( هل هي نهاية الملكية بالمغرب ؟!)
بعد 26 سنة على هذا السؤال الماكر.. لم تنته الملكية بل قادت البلاد نحو نهضة وطنية قارية تعيد أمجاد الإمبراطورية المغربية على شاكلة أحمد المنصور الذهبي بافقه الإفريقي حتى السودان القديم وبعملة مغربية ذهبية موحدة تماما كما هو التفكير حاليا داخل دول الساحل الثلاث والعمل على تعويض الفرنك الفرنسي بالدرهم المغربي..
هي مصالح بوصلة المصالح وافقها المستقبلي
فطبيعي ان يتم استهداف قائدها الميداني والروحية بالتشكيك في المؤسسة الملكية وخلق سيناريوهات وهمية تقدّم المغرب كبلد فاشل وغير مستقر.. وما عرفته الزاوية البوتشيشية من تشويش مؤخرا هو جزء من هذه الحرب ضد السند الروحي والإيماني لمؤسسة أمير المؤمنين..
وطبيعي أيضا أن الإعلام بجار السوء أعدّ منصةبشكل يومي لترديد كل ما له صلة في تشويهها حتى وهم في أسوأ أزماتهم بين سقوط النظام في الواد الحار وبين البحث عن رئيسهم. رغم كل ذلك ما زال المغرب حاضراً وبقوة في الإعلام الجزائري
لكن ليس من الطبيعي ولا الأخلاقي ان يعمل البعض منا داخليّاً في استهداف الوطن ومؤسساته الدستورية والروحية خدمةلأجندات عابرة للحدود لدى البعض.. أو تنفيسا لعقد مركبة اتجاه المخزن والملكية لدى البعض الآخر..
والغباء كل الغباء لدى أصحاب هذا الهجوم القديم المتجدد على المغرب ومؤسساته الدستورية لم يقرأوا جيّداً التحولات الكبرى التي يعيشها العالم اليوم حد ان رؤساء دول الاتحاد الاروبي تحولوا بقدرة قادر لدى ترامب إلى رؤساء مصالح خارجية أمريكا لحظة استقبالهم بالبيت الأبيض.. وتلك الصورة المهنية التى كان على جريدة لومند ذو التوجه اليساري ان تكون محطة مساءلة داخلية..
أما نحن في المغرب فنفرق بين الملك كإنسان وبين الملكية كنظام مؤسساتي وطني ثابت وقار قبل 14 قرن من الآن وللقادمين من الزمن المغربي الزاهر..
لذلك ليس عبثاً ان يتم استقبال رئيس ثاني أقوى دولة وهي الصين من طرف ولي العهد للمملكة وحديث الرؤساء بالمنصة الشرفية.. ليس عبثا لقاؤه مع ترامب في ولايته الأولى بفرنسا..
بل حتى استقباله اليوم للأطفال المقدسيين هي رسالة استمرار الوفاء للقضية الفلسطينية..هي الحقائق المغيبة في مقال جريدة لومند الفرنسية وهي تدرك ومن وراءها ان المغرب الآن بقيادة الملك محمد السادس هو الآن في مرحلة ضبط السرعتين المتناقضتين على عقرب واحد في أفق 2030..
ولن تستطيع أية قوة إيقاف تصاعدنا نحو مكانة الأمم العريقة حضاريا والمتطورة اقتصاديا والمتقدمة إنسانيّاً فكيف بمقال وصراخ هنا وهناك ان يزعزع وحدة الأمة المغربية القائمة على ثابث الدين وثابت الوطن وثابت إمارة المؤمنين في شخص الملك..
منذ 14 قرن ونحن من جيل لجيل ومن ملك لملك..
مازلنا نرفع الآذان في هذا البلد الأمين .. وما زلنا نواصل معركة تحرير ماتبقى من أراضينا شمالا وشرقا وفاء لوصية الأجداد بنفس الوفاء للملكية كنظام مؤسساتي وطني..
هي 26 سنة.. كانت كافية ان يزعجهم ليس مغرب اليوم بل مغرب المستقبل لذلك خاطبهم جلالة الملك منذ 2021 وفي ذكرى رمزية ثورة الملك والشعب قائلاً:
(.. وهنا نؤكد بأننا سنواصل مسارنا، أحب من أحب، وكره من كره، رغم انزعاج الأعداء، وحسد الحاقدين.)
يوسف غريب كاتب صحفي

تابعوا آخر الأخبار من أكادير اليوم على Google News