المجتمع

الأعراس : ترف أم عبء؟

  • بدر شاشا //

1-الأعراس الكبيرة..خسارةكبيرة للتباهي 

في زمن أصبحت فيه الحياة صعبة والأسعار في ارتفاع مستمر، نرى الكثير من الشباب والأسر ينفقون مبالغ طائلة على الأعراس الكبيرة، محاولين التباهي أمام الناس، بينما الواقع يقول شيئًا آخر: هذه الأموال قد تُستثمر في أشياء أكثر نفعًا للمستقبل.
 
الزفاف بين الأسرة والعائلة الصغيرة، أي حفلة اقتصادية محدودة، أصبح الحل الأنسب في ظل الظروف الحالية. فبدلاً من خسارة آلاف الدراهم على التباهي، يمكن استثمار هذه الأموال في شراء سيارة لتسهيل التنقل، أو منزل لتأمين مسكن مستقر، أو حتى القيام برحلة سفر توفر ذكريات ثمينة وتوسع آفاق الزوجين.
 
الأرقام تشير إلى تراجع كبير في معدلات الزواج، وارتفاع حالات الطلاق في بعض الحالات بسبب الضغوط المالية التي يفرضها نمط الحياة المكلف. فالزواج البسيط الاقتصادي لا يقلل من قيمة الحب أو التزام الزوجين، بل على العكس، يمنحهما بداية أكثر استقرارًا وهدوءًا نفسيًا بعيدًا عن صخب التباهي والمظاهر.
ليلة العمر… يجب أن تكون فرحًا وذكريات جميلة، لا مناسبة لضياع المال في سبيل التباهي وإرضاء الناس. مهما فعلت، الناس ستتحدث ولن يرضوا أبدًا، لذلك من الأفضل استغلال هذه الليلة بالاقتصاد والتوفير.
 
المال الذي يُنفق على الكماليات والمظاهر يمكن استثماره في مستقبل الزوجين: سيارة، منزل، سفر… أشياء تفيد الحياة أكثر من إسكات كلام الناس. الزفاف البسيط والاقتصادي ليس تقليلاً من الفرحة، بل بداية ذكية لحياة مستقرة، بعيدًا عن التكبر والضغوط المالية
 
 يجب أن نتذكر أن الفرح الحقيقي ليس في كميات الزهور أو أعداد المدعوين، بل في الراحة النفسية والاستقرار المالي. الاستثمار في المستقبل أهم بكثير من الإنفاق على الناس، والزواج البسيط يمكن أن يكون بداية حياة زوجية قوية ومستقرة، بدلًا من التباهي الذي لا يدوم.
الأعراس : ترف أم عبء؟ - AgadirToday

2-  الأعراس الصغيرة والاقتصاد الذكي

المغرب اليوم يواجه إشكالية كبيرة في الزواج: ارتفاع تكاليف الأعراس والفواتير يثقل كاهل الشباب ويؤخر الزواج، مما يؤدي إلى تراجع ملحوظ في عدد الزيجات وارتفاع حالات الطلاق في بعض الحالات.
 
الحل بسيط وواقعي: تنظيم أعراس صغيرة بين الأسرة والعائلة. حفلات محدودة ومتواضعة تقلل من الضغط المالي، وتسمح للشباب باستثمار الأموال في ما يفيد حياتهم الزوجية: منزل، سيارة، سفر، أو تعليم الأطفال في المستقبل.
 
الأعراس الصغيرة لا تقلل من فرحة ليلة العمر، بل تجعلها أكثر صفاءً وذكريات أكثر استدامة. الاقتصاد في النفقات ليس تقشفًا، بل استثمار ذكي في حياة مستقرة ومستقبل مضمون.
 
المغرب بحاجة إلى ثقافة الزواج البسيط، بعيدًا عن التباهي أمام الناس والمظاهر الفارغة، لضمان استقرار الشباب وأسرهم ورفع معدلات الزواج بشكل مستدام.
 
3-الأسرة المغربية بين التغيرات وضغوط الحياة
 
الأسرة المغربية لم تعد كما كانت. التغيرات الاجتماعية والاقتصادية طرأت بشكل كبير، وأثرت على الصبر والقيم والتقاليد. اليوم، الزواج أصبح أكثر تعقيدًا، والطلاق والمشاكل المالية والنفقة ومتطلبات الحياة اليومية تفرض نفسها بقوة.
 
الضغط الاجتماعي لا يقل خطورة: من يحاول إرضاء الناس أو الالتزام بتوقعاتهم قد يدمر حياته الزوجية. الكلام عن الآخرين والتباهي أمام الناس أصبح يثقل كاهل الشباب، ويؤثر على استقرار الأسر.
 
حتى الأولاد لم يعودوا كما كانوا؛ التربية، الأدب، التعامل، اللباس، الكلام… كل شيء تغير. الأسرة المغربية تمر بمرحلة دقيقة تحتاج إلى وعي وإعادة ترتيب الأولويات: الاهتمام بالقيم، التربية الصحيحة، والزواج البسيط الذي يضمن استقرارًا نفسيًا واجتماعيًا بعيدًا عن صخب المجتمع وانتقاد الناس.
          

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى