الرأيالسياسة

في الحاجة إلى فرض استعمال اللغة الأمازيغية في الإدارة وكل أوجه الحياة العامة..

  • الطيب أمكرود //

امرأة مسنة ترتدي زيا أمازيغيا مميزا تحاول دفع بوابة مؤسسة بنكية للدخول، يفتح لها العون، وتبادره بالقول:

– أيرحم ربي ويلي ك يورون أيوي، إيس يي د كشمن إيقاريضن ن إيكلين ن اوركاز إينو؟؟؟

– سقسا تافروخت أن ألالا

– مامنك تكيت أيلي، إيربي زر إيس يي د إيكشم كرا..

– هضري بالعربية، ماكانعرفش أش كاتقولي

تتدخل موظفة أخرى:

– أشك د إيربي س داري

– واخا أيلي، أيسكوت ربي أناو نم..

تومز دارس لاكارط، تشابا، تناياس:

– اور غيد إيلي والو، اورتا د كشمن

– ماناكو إيز أيلي راد د كشمن

– أوري د لجامع، نغ لثنين

تفوغ ار تتيني كرا د ييخف نس.

حال هذه المرأة التي لا تتقن إلا لغة أمها الأمازيغية، ليست وحيدة وليست معزولة، ولا تخص منطقة دون أخرى، بل هو واقع مرير عاشه ويعيشه الذين واللائي لا يتقنون إلا الأمازيغية، في الإدارة، أمام القضاء، في المدارس، في المستشفيات وفي كل صنوف الحياة العامة.

فأمام موظف لا يتقن إلا الدارجة، يمارس العنف الرمزي على مواطن لا يتقن إلا الأمازيغية، رغم الدسترة، يجد الأماديغي اللسان نفسه عاجزا عن التواصل، عن القدرة على التعبير عن ما يفكر به باللغة التي يتقنها، فيعجز عن وصف حالته للطبيب، والدفاع عن نفسه أمام القاضي، ويقف عاجزا أمام جميع الإدارات التي لا يستخدم موظفوها إلا الدارجة، ويحرم الطفل المغربي من حقه في التعليم فقط لكونه لا يتقن إلا لغة أمه الأمازيغية.

ولجت المدرسة الابتدائية خلال موسم 1978/1979 بمعية 44 تلميذا من منطقتي، غادر 39 منهم أسوار المدرسة قبل نهاية السنة الثالثة الابتدائية، ولم يحصل من مجموعتنا على الباكالوريا إلا شخصان، بمعنى هدر مدرسي خطير سببه اللغة، لغة التدريس التي لا صلة لها بواقع المتعلم، والمدرسون القادمون من كواكب أخرى بعيدة، يعتبرون إتقان الأمازيغية، لغة الأم، فقط وعدم الحديث بالدارجة، وليس الفصحى، جريمة، أو نقيصة في أفضل الأحوال.

تنمر علينا أساتذتنا، وتهكموا منا، وعاقبونا بسبب لغتنا وهيئاتنا وسحناتنا، وسمعناهم ينكتون بنا، فغادر 42 تلميذا مقاعد الدراسة مكرهين، وأخطر الأسباب اللغة، وهي حال التعليم في كل المناطق التي لا يتحدث سكانها إلا اللغة الأمازيغية.

إن حقوقا كثيرة تضيع يوما بعد يوم، وسنة بعد سنة، بسبب الاختيارات السياسية التي لا تنطلق من الواقع، حق المتعلم في تعليم ينطلق من خصوصياته ومحيطه اللساني والثقاقي والاجتماعي والاقتصادي، حق المواطن في إدارة ومؤسسات تخاطبه بلغته، وتستمع لأحاسيسه، ولا تمارس عليه العنف الرمزي والسلطة اللغوية الفظة التي يقف أمامها عاجزا لا حول له ولا قوة أمام اختيارات لك يخترها، فهو من هنا، ولد على هذه الأرض ورضع لغتها وثقافتها ولا يليق بنا أن نواصل تحسيسه بكونه أجنبي غريب عن أرضه، فقط لكونه لا يتقن إلا لغة أجداده وأمه وارضه الأمازيغية.

ⵓⵔ ⴷ ⵏⵓⵛⴽⵉ
ⵉⵙ ⴰⵖ ⴷ ⵖⵉⴷ ⵓⴼⴰⵏ.

          

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى