
مهرجان إيمينيك بأكادير: الفن، الذاكرة والهجرة في دورة غنية ومتميزة
تتواصل النسخة الثالثة من مهرجان إيمينيك بمدينة أكادير، مقدّمة برنامجاً متنوعاً وغنياً يضم الموسيقى، المؤتمرات، الورشات والتكريمات. يُعتبر هذا الحدث الثقافي البارز فضاءً خاصاً يلتقي فيه الفن بالذاكرة الجماعية وبالقضايا المعاصرة ذات الصلة بالهجرة.
من بين اللحظات البارزة، لاقت الندوة حول الفن والهجرة اهتمام الجمهور بشكل خاص. حيث استعرضت مسيرة أكروبات قبيلة أولاد سيدي حامد واموسى، الذين هاجروا في القرن التاسع عشر إلى أوروبا وأمريكا، مظهرةً جانباً نادراً ما يُذكر من تاريخ الهجرة المغربية، ومبرزةً الصمود والإبداع اللذين تلازما مع التجارب النضالية في المهجر.
كما كرّم المهرجان الفنان المغربي المقيم في فرنسا، محمد موسير، الذي تجسّد في أعماله غنى وتنوع الجالية المغربية في الخارج. هذا التكريم يُبرز الدور الحيوي للمواهب المغتربة في نشر التراث الثقافي الوطني عالمياً.
وقد أسعد جمهور المهرجان برنامج الحفلات الموسيقية التي ميّزتها عروض فرق مشهورة، دمجت بين الأصالة والمعاصرة. هذه الأمسيات الاحتفالية عززت مكانة إيمينيك كجسر ثقافي بين مختلف المجتمعات والأجيال.
بالتوازي مع ذلك، سمحت الورشات الموجهة للأطفال للصغار بالانخراط في التعبير الفني ضمن أجواء ترفيهية وتربوية. كما أظهرت التكريمات المخصصة للشخصيات الثقافية المعروفة أهمية حماية وترسيخ هذا التراث الغني.
من خلال فعالياته المتنوعة، يؤكد مهرجان إيمينيك طموحه أن يُجعل من الفن مرآة للذاكرة الجماعية، ومنصة للحوار بين الثقافات، وميدانًا يُنظر فيه إلى الهجرة ليس كمرحلة مؤقتة، بل كسعي دائم نحو الكرامة والمعنى والانتماء.

تابعوا آخر الأخبار من أكادير اليوم على Google News