الثقافة

تافراوت : برمجة متنوعة في اليوم الاول من فستيفال تيفاوين

شهدت جماعة أملن، مساء يوم الخميس 7 غشت الجاري، تنظيم ندوة وطنية حول مستجدات تدريس اللغة الأمازيغية على ضوء خارطة الطريق وزارة التعليم 2022-2026 نحو تعميم وتجويـد تربوي مستدام، وذلك في إطار فعاليات الدورة 17 لفستيفال تيفاوين ، جمعت نخبة من الفاعلين والخبراء التربويين، والأساتذة الباحثين لمناقشة واقع تدريس اللغة الأمازيغية، وتتبع مسار تفعيل الطابع الرسمي للأمازيغية داخل المنظومة التعليمية .

هذا وقد شارك في الندوة على وجه الخصوص كل من مصطفى اوموش ” باحث في اللسانيات الامازيغية وفاعل تربوي”، حفيظ واحاسي ” مفتش تربوي تخصص اللغة الامازيغية” ، نعيمة موحتاين ” باحثة في التراث والثقافة الامازيغية اعلامية بقناة تامازيغت “، رشيد أوبغاج ” مفتش تربوي تخصص اللغة الامازيغية باحث في ديداكتيك اللغة الامازيغية ” ، محمد أبيدار ” استاذ التعليم العالي بالمركز الجهوي لمهن التربية والتكوين جهة سوس ماسة “، رشيد اكركاد ” استاذ اللغة الامازيغية وفاعل جمعوي”، فيما سير الندوة حسن اخواض ” المشرف التربوي لأولمبياد تيفيناغ الوطنية، باحث في السياسة التعليمية “، بحضور كل من عبد الرحمان حجي رئيس جماعة أملن و الحسين الاحسيني رئيس جمعية فستيفال تيفاوين، وعدد من المهتمين .
هذا وقد تطرق المتداخلون على أن منذ ترسيم اللغة الأمازيغية في دستور المملكة المغربية لسنة 2011، دخل ورش إدماجها في المنظومة التربوية مرحلة جديدة، تؤطرها اختيارات دستورية وتشريعية واضحة، في مقدمتها القانون التنظيمي 16.26 المتعلق بتفعيل الطابع الرسمي للأمازيغية، والقانون الإطار 17.51 المتعلق بمنظومة التربية والتكوين والبحث العلمي. وتُلزم هذه المرجعيات الدولة بتعميم تدريس الأمازيغية تدريجيا، وضمان استدامته وجودته عبر مختلف الأسلاك التعليمية.

وفي هذا السياق، جاءت خارطة الطريق 2022-2026 كإطار تنفيذي لإصلاح المدرسة العمومية، مستندة إلى ثلاث رافعات رئيسية، من ضمنها رافعة الانفتاح على اللغات والثقافات، التي جعلت من تعميم تدريس الأمازيغية هدفا استراتيجيا، وقد تمت مواكبة هذا التوجه بإصدار عدد من المذكرات التنظيمية، أبرزها المذكرة 28/23 تهم استراتيجية الوزارة الوصية بشأن تعميم تدريس اللغة الأمازيغية، والمذكرة 152/24 التي وضعت معايير كمية ونوعية لتنفيذ مخطط هذا التعميم، ضمن التزام تشاركي يضم مختلف المتدخلين.

تافراوت : برمجة متنوعة في اليوم الاول من فستيفال تيفاوين - AgadirToday

ورغم المكتسبات التي تحققت منذ الشروع في تدريس الأمازيغية سنة 2003، على مستوى التكوين، وإنتاج العدة البيداغوجية، والتجارب التدبيرية المتراكمة، لا تزال المنظومة التربوية تواجه تحديات حقيقية، تتجلى في بطء وتفاوت وتيرة التعميم، ومحدودية التكوين الأساس والمستمر، وضعف التأطير والتتبع، وغموض المسارات البيداغوجية لتعلم الأمازيغية، خاصة في الانتقال من التعليم الابتدائي إلى التعليم العالي، وهي تحديات تستدعي قراءة نقدية مبنية على تحليل علمي وميداني، من أجل تجويد هذا الورش الوطني وضمان عدالة لغوية وثقافية مستدامة.

وانطلاقا من هذه الرهانات، دعا المحاضرون في هذه الندوة العلمية إلى فتح نقاش أكاديمي وتربوي معمق حول مجموعة من المحاور الاستراتيجية، أهمها:

تحليل الإكراهات الميدانية المرتبطة بتدريس الأمازيغية في المؤسسات التعليمية؛

أدوار التأطير التربوي والبحث العلمي في تجويد ورش تدريس الأمازيغية وتثمين مكتسباته؛

دمج البعد الثقافي الأمازيغي في المنهاج الدراسي بشكل منهجي وفعال؛

تتبع مسار اللغة الأمازيغية من المدرسة الابتدائية إلى التعليم العالي؛

تقييم واقع التكوين الأساس في المراكز الجهوية لمهن التربية والتكوين، واستشراف آفاق تطويره؛

اقتراح آليات لتعليم الأمازيغية لأبناء الجالية المغربية بالخارج.
يذكر أن هذه الندوة تروم الى تناولت إشكالات التراجع عن الالتزامات الرسمية وتعثرات التفعيل، مع بلورة توصيات عملية، تنطلق من واقع الممارسة الميدانية، وتستشرف آليات تعميم وتجويد تدريس اللغة الأمازيغية في إطار مدرسة مغربية منفتحة، تعددية وعادلة، تجعل من التنوع الثقافي والتعدد اللغوي أساسا لترسيخ قيم المواطنة وتعزيز الهوية الوطنية الجامعة.

في جانب أخر وبتعاون مع الغرفة الجهوية سوس ماسة للصناعة التقليدية، احتضن فضاء أملن ” السوق الأسبوعي ” طيلة أيام المهرجان، فعاليات المعرض الجهوي للصناعة التقليدية والمنتجات المجالية، تحت شعار” الصناعة التقليدية رافعة للتنمية القروية “، وذلك في اطار شراكة مع كتابة الدولة المكلفة بالصناعة التقليدية والاقتصاد الاجتماعي والتضامني والمجلس الجماعي لأملن وبتعاون مع المديرية الإقليمية للصناعة التقليدية والاقتصاد الاجتماعي بتيزنيت .

المعرض عرف مشاركة 60 عارضا، حيث يحتفي بجمال الحرفة وروح الإبداع المحلي، وذلك بعرض منتوجات تقليدية أصيلة ومنتجات مجالية متجددة، تعكس غنى التراث ومهارة الإنسان القروي ، كما يشكل مناسبة لتسليط الضوء على هذا القطاع الذي يكتسي أهمية اقتصادية وثقافية كبيرة، لكونه يساهم في التعريف بالخصوصيات الثقافية المحلية، ويعكس عراقة الخبرات التي ورثها الحرفيين عن آباءهم وأجدادهم، ويعد مرآة لأصالة الثقافة المحلية ولكيفية تعامل الإنسان القروي مع البيئة المحيطة به، والتي تعد خزانا لا ينضب، ترتوي منه جميع الحرف والصناعات التقليدية، وكذلك لتوفيره نوعا من الرواج التجاري للمنتجات المجالية وللمنتوجات التقليدية التي لاتزال، رغم التحولات الاقتصادية والتحديات المختلفة، تمثل القلب النابض للمنطقة.

في إطار فعاليات فستيفال تيفاوين ،كذلك، افتتح معرض الاصدارات واللوحات التشكيلية للفنان والاستاذ محمد فريد زلحوض، أبوابه أمام كل من يجد في الكلمة الأمازيغية روحا تُعبّر عنه، وأمام كل من يرى في الكتاب صوتا يُنصت للذاكرة وينسج خيوط الهوية، وذلك بشراكة مع رابطة تيرا للكتاب الأمازيغي طيلة أيام للمهرجان.

الى ذلك انطلقت فرجات القرب احواش بمركز جماعة املن بمشاركة فرقة هرما ادركان اوزيوة و أركان تافراوت، حيث ارتكزت البرمجة الفنية لهذه الدورة على جانب التفاعل بين جماليات فنون القرية وإبداعات الموسيقى الأمازيغية والعصرية، في إطار فرجة مفتوحة على الفضاءات العمومية القروية الرحبة، بكل من جماعتي أملن وتافراوت، وستعرف هذه الدورة مشاركة ما يناهز 600 فنان وفنانة تتنوع من حيث طبيعة الفرجة التي تقدمها، وكذا من حيث انتمائها الجغرافي، وستتوزع على فضاءات مختلفة (إسوياس) على امتداد 10 أيام، حيث تمت دعوة ما يزيد على 20 فرقة للفنون القروية وفنون أحواش المتنوعة.

يذكر أن فعاليات الدورة السابعة عشر لفستيفال تيفاوين تحت شعار “الانتصار للقرية”، ستمتد خلال الفترة ما بين 07 إلى 17 غشت الجاري، بالفضاءات القروية الرحبة لكل من جماعتي أملن وتافراوت بإقليم تيزنيت ، والمنظم من طرف جمعية فستيفال تيفاوين بتعاون مع جماعتي أملن وتافراوت وبدعم من شركاء مؤسساتيين وخواص.

          

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى