المغرب اليوم

رسالة من مهاجر مغربي إلى كل المصحات المشابهة بالوطن: الصحة لا تُباع ولا تُشترى..

إلى المسؤولين في  المصحة الجديدة 

الموت أهون من التوجه إلى قسم المستعجلات لدى هذه المصحة بدون مال، حتى وإن كنت منخرطًا في نظام التغطية الصحية.

أقول هذا عن تجربة شخصية. فقد نُقلت زوجتي في سيارة إسعاف وعلى نقالة، وكانت تعاني من مضاعفات بسبب مرض إلتهاب المفاصل . وعند وصولها إلى مصحة معروفة جدا هذه الأيام  رُفض السماح لها بمقابلة الطبيب ما لم يتم تقديم وصل أداء مسبق.

وقد قُدمت لنا المصحة “عرضان”:

  1. هل أنت منخرط في التغطية الصحية؟ ادفع أولًا، ثم اذهب وتكفل باسترجاع المبلغ من تأمينك أو صندوقك.
  2. هل أنت منخرط؟ يبقى المريض على الأقل ثلاثة أيام، وتتولى المصحة إجراءات التحمل، على أن تلتزم الأسرة بدفع الفرق – دون أن تعرف مسبقًا كم هو هذا الفرق، أو ما إذا كان هذا الإجراء قانونيًا أصلًا.

النتيجة: لم تمكث زوجتي إلا يومًا واحدًا في المصحة. خرجت وهي لا تزال تعاني، بعد أن دفعنا مبلغ 4175.30 درهمًا من أجل تصوير بالرنين المغناطيسي وبعض تحاليل الدم. دون أن نلاحظ أي تحسن أو تخفيف للألم.

اضطررنا في النهاية إلى نقلها على وجه السرعة إلى الخارج، إلى البلد الذي تقيم فيه. وهناك، تم استقبالها على الفور، وتم التشخيص من خلال تصوير بسيط دوبلر بالأمواج فوق الصوتية، الذي كشف وجود ارتشاح سائل في المفصل والتهاب. وُصف لها دواء مضاد للالتهاب مناسب، مع راحة، لتتحسن حالتها.

الأدهى من ذلك، أن الطبيب هناك في الخارج حذر من مضاد التخثر الذي وصفته المصحة في المغرب والذي كان من الممكن أن يُفاقم حالتها!

أما المفاجأة الأكبر في مستشفى الخارج، لم يُطلب منا أي مبلغ عند الدخول. كانت الأولوية لصحة الإنسان، لا للمال.

هذه رسالة من مهاجر إلى كل المصحات المشابهة بالمغرب: الصحة لا تُباع ولا تُشترى.
نحن مواطنون مغاربة، بشر قبل أن نكون محافظ نقود متنقلة.
احترموا كرامتنا..

          

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى