الثقافة

هل الحانوتة سبة؟

من بين الردود التي يتلقاها المنافحون عن الأمازيغية النموذج المرفق بهذا المنشور، صورة المقالة،فيستدعي أعداء الأمازيغ ولغتهم وثقافتهم سبهم بالحانوتة، المعزي، التسقريم…

لمثل هؤلاء أقول أن الأمازيغ في عموم المغرب فاعلون اقتصاديون عباقرة، يبسطون سيطرتهم المطلقة على قطاعات حيوية، إن حدث أن أوقفوها ولو يوما لهلك أمثال هؤلاء جوعا.

اجتهد المنحذرون من المناطق التي تواصل الحفاظ على الحديث باللغة الأمازيغية، لأن المغرب أمازيغي يالقوة وبالفعل رغم تحول عدد من سكانه للحديث بالدارجة، اجتهدوا بعد الهجرة من مناطق ميلادهم ونشأـهم في تعلم مهن تقيهم شر السؤال والتسول ومهن أخرى أستحيي من ذكرها احتراما للمتلقي، لا يتقنها إلا مثل من يكتبون هذه التعاليق.

فقد صدرت وتصدر مناطق أدرار في أقاليم تيزنيت وإيفني وتارودانت وأگادير وأشتوكن أيت باها وطاطا ووارزازات… لكل مدن وحواضر المغرب شمالا وجنوبا وشرقا وغربا، أناسا طيبين ونفوسا طيبة وعقولا ذكية نجحت في إنشاء مشاريع بسيطة سرعان ما تحولت لهولدينگات اقتصادية كبرى، ويواصل هؤلاء وأبناؤهم وحفدتهم تموين حاجيات كل حواضر المغرب من المواد الغذائية والسلع وكل الخدمات، وعادة ما يهاجر الأمازيغي البسيط من منطقته حاملا معه كفافه وعفافه وأخلاقه وطيبته، فيبحث عن دكان في حي شعبي، ما أن يدشنه حتى يلج قلوب الناس، وينجح مشروعه، لذلك لن نستغرب أن موحماد يوقف عجلة الحياة يمدينة كالدار البيضاء ما أن يغلق دكانه، وفرنه، ومحلبته، وصناكه، ومقهاه، وفندقه، متجها لدوار أهله ، حيث سيقضي عطلة شهر في الأفراح والأعراس والزيارات العائلية ، وليس “باش يولد مراتو: كما قالت إحداهن متجهمة من غياب المواد الغذائية من أزقة وشوارع مدينتها بسبب إد موحماد.

وفي موانئ وقرى الصيد بالمناطق الواقعة جنوب الصويرة، لا تسمع إلا لغة موحماد آخر قدم من مناطق الأمازيغ في الشريط الساحلي الممتد من إيحاحان شمالا إلى أيت باعمران جنوبا، إضافة إلى ابناء إقليمي آسفي والجديدة.

فهؤلاء هم الباسطون سيطرتهم على الصيد البحري في هذه الربوع، وهم الذين يزودون السوق الوطنية والدولية بسواعدهم ومراكبهم وبواخرهم بحاجيات السكان من السمك.

إن خطاب العنصرية التافه لا يصدر إلا عن الأنفس المريضة، عمن ليست لهم خبرة في الحياة، عمن لا يقدر الناس حق قدرها، ويواصل النظر لأبناء هذه الأرض ومالكيها الأصليين نظرة ازدراء، ويزدري ثقافتهم ولغتهم وحضارتهم وهويتهم، فقط لأنهم طيبون، ورأسمالهم الخالد هوالطيبوبة والقيم الرفيعة، وهو الضامن لاستمرار بقائهم ولغتهم وثقافتهم واكتساحهم العالم.

الطيب أمگرود، موحماد إيحيحي من إقليم الصويرة

          

‫3 تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى