المجتمع

عبد السلام الرجواني: “ورحلت ايها الخالد…!”

يعد سي محمد بنسعيد آيت يدر الذي سميناه في السر ” خالدا”، والذي وافته المنية اليوم، واحدا من الجيل الأول للحركة الوطنية المغربية، واحد مؤسسي الاتحاد الوطني للقوات الشعبية قبل أن ينخرط، وهو في منفاه القسري بعاصمة الانوار، في صيرورة ولادة اليسار الجديد وحركة ٢٣ مارس المجيدة رفقة شباب تمرد على الانتظارية السياسية واللبس الاديولوحي نهاية الستينات وبداية السبعينات.
برحيل سي محمد يكون المغرب قد فقد وجها وضاء من تاريخه النضالي متعدد السياقات والاهداف والاجيال، ضد الاستعمار الفرنسي من أجل الاستقلال والحرية، ضد الحكم الفردي وورثة الاستعمار بعد استقلال عملت القوى الرجعية إلى تحريفه عن غاياته الوطنية والشعبية، ضد التخلف والاستغلال الطبقي والقهر الاجتماعي، ضد الصمت وثقافة الخوف والرقابة الذاتية خاصة عندما يتعلق الأمر بقضايا ومواقف مبدئية..
حارب بالسلاح في الصحراء ضد الاستعمار الفرنسي والاسباني، وكافح بالكلمة الصادحة والصادقة داخل المؤسسة البرلمانية وفي ساحات النضال الجماهيري بعد العودة لارض الوطن بداية العقد الثامن من القرن الفائت في إطار منظمة العمل الديمقراطي الشعبي الذي كان زعيمها التاريخي ورمز شرعيتها التاريخية. كان لنا قدوة في الوفاء والتواضع والاباء والشجاعة السياسية والأدبية….
بقرية “تين منصور” بسهل بلاد اشتوكة السوسية كان لي اول لقاء بسي محمد بعد عودته لارض الوطن، لتتوالى لقاءاتي بالقائد/ الاب الذي رعى جيلا بكامله من أبناء ٢٣ مارس ومنظمة العمل، بكثير من المحبة والود…. وبعد انفصالي عن المنظمة ظلت علاقتي بسي محمد على قدر كبير من الإخاء والتقدير والاحترام…
أسعى للقائه كلما حل باكادير واسأل عن احواله كلما اقتضت الحياة ذلك…. فتحية عزة واجلال لروح سي محمد…. وتعازينا الصادقة للوطن ارضا وشعبا وتاريخا.
          

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى