السياسة

السعدي: العهد الذي بيننا وبين المغاربة هو البرنامج الحكومي، وهو ما سنحاسب عليه في صناديق الاقتراع..

  • بقلم الحسن السعدي

صباح الخير أيتها القوى الحية… في وقت ما شعرنا بالملل في مشهد سياسي كئيب يعوزه النقاش الهادف والمسؤول، بل وقد أحسسنا، كمنتمين للأغلبية والحزب الأغلبي، في لحظات معينة بالوحدة نظرا لغياب الصوت الآخر المعارض المحترم، ولم نكن نسمع من حين لآخر إلا أنين مكونات حزبية متألمة من حصص تأديب صناديق الاقتراع، لم يكن المشهد السياسي يغري بالمتابعة.

لكن اليوم أعتز أننا استطعنا تحريك جزء من المياه الراكدة وخلقنا نوعا من النقاش السياسي الذي اعتبره شخصيا، وبغض النظر عن سطحية بعض تجلياته، لكنه نقاش عميق وصحي وفي مصلحة الوطن، ويأتي في مرحلة حساسة تستوجب الاستيقاض من السبات الحزبي.

لقد سررت للتدوينات والمقالات التي ردت على تصريحاتي بخصوص نقاش أولويات الحكومة ، بغض النظر عن العبارات المستعملة وأحكام القيمة وما الى ذلك من معجم حالة الانفعال الذي أتفهم جيدا خلفياته النفسية.

فالمواطن المغربي ينتظر من القوى السياسية أن تناقش وتدافع عن تصوراتها وتختلف، ففي الاختلاف رحمة، وتتعارض وهذا هو جوهر الممارسة الديموقراطية.

ومن هذا المنطلق فمن حقنا أن ندافع بكل شراسة عن توجهات حكومتنا وقناعات حزبنا وأن نصدح بصوت عالي بأن العهد الذي بيننا وبين المغاربة هو البرنامج الحكومي المصاغ استنادا على البرامج الانتخابية للاحزاب المشكلة للأغلبية والذي يسعى الى ترسيخ ركائز الدولة الاجتماعية عبر القيام بإصلاح التعليم والصحة والتشغيل وتفعيل الورش الملكي للحماية الاجتماعية، وهذه أولوياتنا وما سنحاسب عليه غدا في صناديق الاقتراع وما دون ذلك فهي أمور ظرفية سنواجهها لكن دون أن تكون ذريعة للتنصل من الالتزامات الأساسية.

هذا هو طرحنا وهذه قناعتنا التي اعتبرها البعض استفزازا وتحديا . فهم يدافعون على أن الحكومة يجب أن تتعامل اليوم مع الظرفية الاقتصادية وفقط وأن نوجه ميزانية الدولة للاستهلاك (نقسمو الوزيعة والله لا يقلب شي تعليم ولا صحة ولا تغطية صحية)، هذا هو طرحهم وهنا نختلف.

ولهؤلاء الذين استفزهم طرحنا أقول مجددا: سنواصل الأوراش التي فتحناها وقد صوت علينا المغاربة لأنهم يثقون فينا ونحن هنا في التسيير لكي نتخذ القرار بناء على قناعاتنا ولن نخضع لمقترحاتكم البريكولية التي سبق وأن أتبثث فشلها “وهي اللي وصلاتنا لهاد الحالة”.

          

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى