الرأيالعالم اليوم

الجزائر والمغرب والماضي المؤلم

بكل تأكيد هناك مشاكل عويصة ، وأخطاء متراكمة ، ولاعبين تتحرك أيديهم بالخفاء والعلن و”الغاية تبرر الوسيلة “، لكن ما أدركه أنه يجب طي صفحة الماضي والتفكير بالمستقبل وتحكيم العقل والمنطق ، من أجل الشعبين فما يربطهم معا أكثر مما يفرقهم .

أنا أتحدث عن أحبائي في “الجزائر” و”المغرب”، كثيرين مما يقرؤون سطوري لا يعرفون أنني متابع شره لأخبار الأثنين ، لأنني بكل بساطة أكتب في صحفهم ومواقعهم تقريبا منذ عقد من الزمن ، وأدرك أن البعض يريد من الشعبين أن يتحلوا إلى “حلبة مصارعة” ذاك يوجه لكمة على الوجه والآخر يوجه لكمة على البطن ، وهما يتفرجون ويصفقون ، أما حجم الخسارة فهي لا تقدر بثمن .

الغريب أيضا أن الدول الجارة وهي” عربية “صامتة جراء ما يحدث ، أين تونس وموريتانيا وليبيا ومصر مما يحدث..؟؟
جامعتنا العربية التي فشلت في حل قضيتنا الأم وهي “القضية الفلسطينية” ، لماذا لا تدعو إلى اجتماع تجمع فيهما الطرفين ، وكل طرف يفرغ ما في جعبته ليصلوا إلى نقاط مشتركة في النهاية..!!

ما يجري يجعلني أشير بأصابع الاتهام إلى “فرنسا”، التي لديها أطماع في القارة الأفريقية وترفض نسيان الماضي ،عندما كانت محتلة لهذه الدول وتتحكم بهم وتنهب ثرواتها المغرية ، خصوصا أن الجزائر قلب القارة الأفريقية بمساحتها الشاسعة وخيراتها ، والمغرب مكانها الجغرافي متميز حيث أنها حلقة وصل بين أوروبا وأفريقيا .

أخبرني مثقف كبير أكن له التقدير والاحترام وهو حيادي وغير منحاز لأي طرف ، أن السبب الأول والرئيسي لكل ما يجري هي “القضية الصحراوية ” ،فالجزائر تقف معهم قلبا وقالبا وتريد لهم كيان مستقل ذات سيادة ، أما المغرب تعتبر هذه القضية انتهاكا صارخا لسيادتها و لوحدة شعبه واقتطاع لجزء من كيانه رغما عنه، والكل متمسك برأيه ولا حل يلوح في الأفق القريب .

وأنا أخاف أن يتحول الأمر إلى الأمم المتحدة وتدخل عدة دول كارهة للشعبين أنفها في الموضوع ، ونحن نعلم عندما تدخل الأمم المتحدة ومن معها حيث يعقدون جلسة تلو جلسة ويدعون إلى قوات حفظ سلام وكل دولة تظهر “عضلاتها “أو تذرف “دموع التماسيح” كما يحدث في يومنا هذا مع الفلسطينيين ، و بعدها الاتحاد الأوروبي الغارق بهمومه يدعو لحلول قذرة لأن البلدين قريبين منه ، ونصل إلى نتيجة كارثية للكل دون استثناء .

بقلم البروفيسور حسين علي غالب بابان

          

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى