الثقافة

التوفيق: هل سبق للمسلمين ان عاشوا حياة طيبة

فهد العيساوي -صحفي متدرب-

بعد ثلاث سنوات عادت المجالس العلمية السلطانية بمناسبة شهر رمضان الأبرك 1444ه، والذي يحضره ثلة من العلماء والفقهاء وكبار رجال الدولة المغربية.
وقد افتتح أمير المؤمنين الملك محمد السادس برنامج الدروس الحسنية الرمضانية، بإلقاء وزير الاوقاف والشؤون الإسلامية احمد التوفيق درسا حسنيا في موضوع ” ثمرات الإيمان في حياة الإنسان” من خلال آلاية القرآنية “من عمل صالحا من ذكر او أنثى وهو مومن فلنحيينه حياة طيبة ولنجزينهم أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون” سورة النحل الآية 97.
وقد ذكر الاستاذ احمد التوفيق ان المفسرين استنبطوا حسب المدارس المعروفة أن الحياة الطيبة تدل على الشكر والحمد و القناعة، وأن اختياره هذه الآية القرآنية الكريمة، كان من اجل الإجابة عن بعض الاسئلة الكبرى ومن ابرزها:
هل سبق للمسلمين ان عاشوا هذه الحياة الطيبة؟ وما موقع المسلمين في تنزيل هذا النمط من العيش وفق معايير العالم المعاصر؟ وكيف يمكن استثمار هذا النمط من العيش في عالمنا المعاصر؟.
وفي ظل هذه الأسئلة استقرأ د. احمد التوفيق سيرة النبي المختار عليه الصلاة والسلام، من خلال الادوار التي جاء بها من تعليم وحكمة وتبليغووتزكية للنفوس من أدران التعلق والأغيار، مما انتج مدرسة من رجال الصحابة في حمل أمانة الرسالة والدفاع عنها، عبر تمثيل قيم المحبة والتضامن، وتنقية النفوس من جميع الأمراض القلبية كالأنا وحب الذات والتملك، وشحن هذه القلوب بقيمة المحبة والتضامن والتضحية من اجل اسعاد الاخرين .
وقد قارب د. احمد التوفيق الحياة الطيبة في نظر الغرب، من خلال السعي إلى تحقيق ما يسمى حسن الحال bien être ، والذي يرتكز على الجانب المادي والفلسفي واغفال هذا الجانب الروحي والقيمي، منبها أن اصل الايمان في المرجعية الإسلامية هو المقرون بالعمل الصالح.
وأشار د. احمد التوفيق ان الايمان المثمر يمكن استثمار قيمه العملية في تنظيم أمور الناس، وتشجيع الناس على البذل والعطاء من اجل حماية السلم الاجتماعي وتخفيف العبء عن الدولة، وتنزيل هذه القيم الإيمانية على مستوى السلوك التربوي وإشاعتها بين الناس عبر وسيلة تبليغ العلماء الربانيين، واستعمال الوسائل الحديثة في نشرها والتعريف بها للناس، وما يمكن أن تحققه الحياة الطيبة من ثمار على مستوى الفرد والمجتمع.

          

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى