العالم اليوم

رشيد رخا في رسالة قوية لوقف الإبادة الجماعية للطوارق والتطهير العرقي بافريقيا

وجه رشيد راخا رئيس التجمع العالمي الامازيغي رسالة الى السيد محمد ولد الشيخ الغزواني رئيس الجمهورية الإسلامية الموريتانية والرئيس الحالي للاتحاد الأفريقي في موضوع هل بإمكان الاتحاد الأفريقي أن يتدخل لوقف الإبادة الجماعية التي يتعرض لها الطوارق والموريون في أزواد؟

الرسالة تتعلق أساسا بقضية حساسة تتعلق بالتقتيل الممنهج الذي يتعرض له السكان الأصليون في شمال مالي، وتحديدا الطوارق والموريون في منطقة أزواد، من قبل القوات المسلحة المالية (فاما)، بدعم وحشي وإجرامي من الميليشيات المرتزقة الروسية لمجموعة “فاغنر”، التي لا تتوانى عن تنفيذ عمليات تطهير عرقي بشكل ممنهج ضد السكان المدنيين في الأزواد، هذه المنطقة الصحراوية الساحلية في قلب قارتنا الأفريقية.
وحسب رسالة راخا، فإنه لأمر لا يطاق حقاً أن تواصل 54 دولة عضوا في الاتحاد الأفريقي وكذا وسائل الإعلام والرأي العام الدوليين، التزام الصمت بشأن هذه الإبادة الجماعية. إن هذا الصمت المطبق يكشف مدى تواطؤ دولنا الأفريقية في هذا التطهير العرقي البشع.

رشيد رخا وجه سؤاله الى الرئيس الموريتاني، يقول راخا من يرعى هذه الجماعات الإرهابية ويقف وراءها؟ علما أن هذه المنطقة القاحلة الشاسعة من الصحراء الكبرى والساحل كانت في السابق ملاذا للسلام، حيث عاشت مختلف المجموعات العرقية في وئام واحترام، ولا سيما الطوارق، والموريون، والفولاني، والدوغون، والتوبو، والسونغاي. .

ويزيد راخا من حدة لهجته ضد النظام الجزائري قائلا أنه كانت لدى منظمة التجمع العالمي الأمازيغي، قناعة راسخة بأن المخابرات العسكرية الجزائرية هي المسؤولة، لا سيما من خلال إنشاء الجماعة السلفية تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي، وهو ما تشهد عليه الدراسة التي أجراها كل من فرانسوا جيز وسليمة ملاح [6]، وهو التنظيم الذي يقوده حاليا الطوارقي الشهير إياد أغ غالي زعيم أنصار الدين (التنظيم الذي اختار اسمًا جديدًا، “جماعة نصرة الإسلام والمسلمين “GSIM). وهو ما يدفعنا إلى طرح هذا السؤال المهم: لماذا؟

ونتيجة لذلك، تقول رسالة راخا فإن هذه الأجهزة الجزائرية المروعة والإجرامية (سواء دائرة الاستعلام والأمن أو المديرية العامة للتوثيق والأمن الخارجي)، المسؤولة بشكل مباشر عن جميع جرائم القتل المرتكبة – والتي لا تزال ترتكب – هدفها الجيوستراتيجي الرئيسي هو زعزعة استقرار بلدان الساحل وذلك من أجل أهداف ثلاثة:

أولاً، من خلال تحويل منطقة الساحل إلى برميل بارود، فإنهم يمنعون أيا كان من التنقيب عن الهيدروكربونات واستغلال الثروات الجوفية، بسبب خوفهم المرضي من أن تتمكن البلدان المجاورة، مثل مالي أو النيجر، من استغلال نفس الجيوب النفطية وضخ احتياطيات الغاز التي يزخر بها الجنوب.

ثانياً، خوفهم من نجاح الطوارق الماليون في الاستفادة من وضعية الحكم الذاتي السياسي الإقليمي، وأن يُلهم ذلك الطوارق الجزائريين للمطالبة بنفس وضع إخوانهم في مالي!

ثالثاً، إضعاف هذه البلدان الساحلية اقتصادياً، والتي توجد في حالة عزلة فعلية، وذلك من أجل الحفاظ على “هيمنتها كقوة عظمى مزعومة”! داخل هذه المنطقة من الساحل. وللتذكير، فإن أمراءهم المشهورين المتعطشين للدماء داخل تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي، مثل مختار بلمختار وعبد المالك دروكدال، نجحوا في طرد رالي باريس-داكار من أفريقيا إلى أمريكا الجنوبية، وبالتالي حرمان السكان الأصليين من مكاسب مالية ضخمة ومن إمكانياتهم السياحية.

الرباط: ابو إيناس

          

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى